عبّر المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، اليوم الخميس، عن أمله في الوصول لاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة، بشأن الملف السوري، قبل قمة العشرين، موضحا أن "المحادثات بين الجانبين متواصلة وبمستوى عال جدا تتجاوز هدنة الـ48 ساعة"، قبل أن يستدرك بأنه "لا ثقة بين الأميركيين والروس بشأن حلب".
وقال المبعوث الأممي، في مؤتمر صحافي بجنيف، إنهم يعملون على التوصل لوقف إطلاق النار في حلب بأسرع وقت، "لكي نوصل المساعدات بغضون يومين"، مشيرا إلى أن روسيا وافقت على هدنة لإدخال المساعدات إلى حلب، "لكن الأمور أصبحت أكثر تعقيدا؛ فحلب كانت مقسمة لجزئين، ولكن لم تكن العمليات العسكرية متسارعة إلى هذا الحدّ، فالمسألة أصبحت عسكرية"، مبرزا أن "كل المستجدات تدفع الروسي والأميركي إلى عقد مباحثات مكثفة".
وألقى دي ميستورا الكرة في ملعب النظام السوري، حين شدد على أنهم ينتظرون رده للوصول إلى مليون ومائتي ألف شخص محاصرين، موضحا أنه تم إلقاء مساعدات من الجو لثلث المقيمين في المناطق المحاصرة، وهو الأمر الذي عاد منسق الشؤون الإنسانية في سورية، يان إيغلاند، للتشديد عليه.
وذكر دي ميستورا أنه يتابع "تأثير التدخل التركي في سورية عن كثب"، مؤكدا أنه "لا يمكن أن تكون التدخلات العسكرية حلاً، وأن هناك ضرورة لحل سياسي بعدما طغى الجانب العسكري على النزاع"، مشيراً إلى أن "هناك شعوراً قوياً بالغضب وخيبة الأمل، ولكننا لن نستسلم ولن نتخلى عن الشعب السوري"، موجهاً خطابه للجميع بأنه "يمكنك أن تدمر مدينة وتفرغها، ولكن ما هي الخطوة التالية؟".
وأوضح المتحدث نفسه: "نحن نعيش في منطقة حربية وينبغي علينا التعامل مع الأطراف على الأرض".
من جهته، قال إيغلاند إن الأمم المتحدة عجزت عن إيصال المساعدات إلى أهالي داريا طوال 4 سنوات من الحصار، رغم الطلبات المتكررة للنظام السوري، موضحاً أن "ثلث سكان داريا في منطقة أخرى لم نستطع بعد الوصول إليها، ولكننا طلبنا السماح لنا لمعرفة الوضع منهم"، قبل أن يعترف: "فشلنا بمساعدة أهالي داريا، وهذا حزين جداً، فقد خذلناهم".
وذكر منسق الشؤون الإنسانية في سورية أنه "إذا كان هناك مرض منتشر في مضايا كالطاعون، فهذا دليل على أن الوضع لا يحتمل"، مضيفاً أن "هناك مناطق محاصرة كالمعضمية، ويجب إنهاء أزمة الجوع، وسد الحاجات، وهذا ما طلبناه من النظام"، موضحا أنهم "بصدد إعداد أجندة سياسية متصلة بالموضوع ستساعد الجمعية العامة في التعامل مع المسألة السورية".
وأعلن إيغلاند أن "حلب إحدى المناطق التي نحن جاهزون للدخول إليها عند الهدنة"، مؤكدا أن النظام السوري لم يوافق بعد على طلب إدخال المساعدات الى المناطق المحاصرة"، مشددا على "وجوب إقناع المقاتلين بفتح الأبواب للوصول إلى المحاصرين المحتاجين لمساعدات"، مضيفا: "سنفشل أكثر عند التوقف عن الأمل. المشكلة أكبر من طريق كاستيلو".