وقد قتل جراء هذه الغارات، حتى ساعات ظهر اليوم، أكثر من 20 شخصاً، بحسب ما ذكر لـ"العربي الجديد" الناشط الإعلامي عبد القادر سالم، الموجود في مدينة حلب، مشيراً إلى مقتل خمسة أشخاص من عائلة واحدة جراء استهداف منزلهم في حي الهلك بالقنابل العنقودية، فيما قتل أربعة آخرون في حي قاضي عسكر.
كما سقط قتلى وعشرات الجرحى في القصف على أحياء القاطرجي، وبستان القصر، والأنصاري والفردوس والزبدية، ومساكن هنانو وباب الحديد والحيدرية، والراشدين والميسر والهلك وطريق الباب ومنطقة مناشر جسر الحج، والكسارة والصاخور، فيما ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على حيي الحيدرية وبستان الباشا، وأشارت مصادر إلى أن امرأة فارقت الحياة متأثرة بجراح أصيبت بها يوم أمس جراء القصف الجوي الذي استهدف حي الأرض الحمرا بحلب.
وأضاف سالم أن مركز الدفاع المدني "إنقاذ هنانو"، الموجود في حي الصاخور، خرج عن الخدمة جراء استهدافه بالبراميل المتفجرة صباح اليوم.
وفي الريف الغربي، تعرضت مدينة الأتارب وبلدة المنصورة لقصف روسي بالقنابل العنقودية والفوسفورية، كما تعرضت مدينة عندان ومنطقة الملاح وبلدات حيان وبيانون وحريتان ومعارة الأرتيق، لقصف مماثل في الريف الشمالي، تسبب في سقوط ضحايا واشتعال الحرائق في منازل المدنيين، فيما استهدف الطيران الروسي بالقنابل الفوسفورية محيط الكافور في منطقة القبر الإنكليزي، شمال حلب.
وقال ناشطون إن العديد من العوائل ما زالت تحت الأنقاض منذ يوم أمس والأيام الماضية بسبب كثافة الغارات التي لا تتيح لعناصر الدفاع المدني رفع الأنقاض في أماكن كثيرة، خاصة بعد الاستهداف المتكرر لمراكز الدفاع المدني في المدينة والتي لم يتبق منها سوى عدد قليل جدا، فضلاً عن استهداف المشافي والمشافي الميدانية.
وأوضح هؤلاء أن الطيران الروسي يستخدم أسلحة جديدة في قصفه قادرة على تسوية عدة مبان بالأرض في ضربة واحدة، ما يرفع عدد الضحايا ويجعل من إنقاذهم مهمة عسيرة، خاصة في ظل ضعف الإمكانات المتاحة، والاستهداف المتواصل للمراكز الطبية.
وكانت مصادر بالدفاع المدني أكدت مقتل 323 مدنياً، جراء القصف الجوي الذي يشنّه الطيران الحربي على مدينة حلب خلال الأيام الستة الماضية.
وبالتوازي مع القصف الجوي، تحاول قوات النظام التقدم إلى داخل مدينة حلب من المحورين الشمالي لجهة مخيم حندرات، والجنوبي من جهة حيي العامرية وصلاح الدين، لكنها أخفقت في ذلك حتى الآن، بالرغم من سيطرتها أمس على مخيم حندرات لساعات قليلة قبل أن ترسل قوات المعارضة تعزيزات الى المنطقة وتعاود السيطرة على المخيم.
إلى ذلك، نفت مواقع مقربة من المعارضة فتح النظام معابر من أجل خروج المدنيين، وفق ما كانت ذكرت مواقع موالية للنظام، التي زعمت أن النظام السوري خصص 11 معبراً لخروج المدنيين المحاصرين في أحياء حلب الشرقية.
ويقول ناشطون إن قوات النظام تسعى إلى تفريغ حلب الشرقية من سكانها عبر تكثيف القصف على المدينة، وجعل الخروج منها خيارهم الوحيد.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت أن مليوني شخص تقريباً يعانون من انقطاع المياه في مدينة حلب، عقب قصف قوات النظام لإحدى محطات ضخ المياه، ما دفع فصائل المعارضة لإيقاف عملية الضخ في محطة المياه الثانية التي تغذي الجزء الغربي من حلب.
وأوضحت منظمة الأمم المتحدة للأطفال، "يونيسف"، أن الغارات العنيفة ألحقت أضراراً بمحطة باب النيرب لضخ المياه التي تزود نحو 250 ألف شخص بالمياه في المناطق الشرقية في حلب، وأن "أعمال العنف تحول دون وصول فرق الصيانة إلى المحطة".