أعلن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، اليوم الخميس، أن الولايات المتحدة على وشك تجميد محادثاتها مع روسيا بشأن النزاع في سورية، بسبب عدم توقف القصف في حلب.
وقال كيري، رداً على أسئلة خلال مؤتمر لمراكز الأبحاث في واشنطن، غداة توجيهه تحذيراً مماثلاً خلال اتصال هاتفي مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف: "نحن على وشك تعليق المحادثات، لأنه بات من غير المنطقي وسط هذا القصف الذي يجري، أن نجلس ونحاول أن نأخذ الأمور بجدية"، وفق ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
وتابع كيري مهاجماً روسيا المتحالفة مع النظام السوري، من دون أن يسميها بالاسم: "مع كل ما يحصل حالياً، لا توجد أي إشارة إلى مسعى جدي".
وأضاف: "وصلنا إلى مرحلة بات يتوجب علينا في إطارها أن نبحث (...) عن بدائل، ما لم يعلن أطراف النزاع بشكل واضح عن استعدادهم للنظر في مقاربة أكثر فعالية"، ولم يوضح كيري ما يمكن أن تكون عليه هذه "البدائل".
وكان كيري هدّد، أمس الأربعاء، بشكل مباشر لافروف بوقف أي تعاون مع روسيا في حال تواصل القصف على حلب.
وبعد عشرة أيام على انهيار وقف إطلاق النار، اتّصل كيري هاتفياً بلافروف ليقول له إن "الولايات المتحدة تستعد لتعليق التزاماتها الثنائية مع روسيا حول سورية، خصوصاً في ما يتعلق بإقامة مركز مشترك" للتنسيق العسكري ضد الجهاديين، الذي كان ورد في اتفاق بين الاثنين تم التوصل إليه في جنيف في التاسع من سبتمبر/أيلول الجاري.
وأضاف، خلال جلسة استماع في الكونغرس، اليوم، أنّه إذا تصاعدت الحرب الأهلية في سورية، فستصبح روسيا عالقة في مستنقع، وسوف يُنظر إليها أيضاً على أنّها متواطئة مع الرئيس السوري، بشار الأسد، في ذبح المسلمين السنة.
وأضاف بلينكين، في شهادته أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، أن روسيا لا يمكنها الانتصار إذا تصاعدت الحرب الأهليّة هناك.
وقال إن أطرافاً خارجية ضالعة في الصراع في سورية قد تبدأ في ضخ مزيد من الموارد في الصراع، ما قد يضرّ في نهاية المطاف بالرئيس السوري، إضافة إلى روسيا.
وقد ضغط رئيس لجنة الخارجية، بوب كوركير، على بلينكين من أجل طرح خطّة بديلة في سورية بعد انهيار الاتفاق بين واشنطن وموسكو، فيما ردّ بلينكين على ذلك بأنّ إدارة أوباما تراجع الخيارات المتاحة.
يأتي ذلك في وقت صرّح فيه مسؤولون أميركيون لوكالة "رويترز"، أمس الأربعاء، أن مسؤولين بإدارة أوباما بدأوا بحث إجراءات أشدّ، بما في ذلك الخيارات العسكرية، للرد على هجوم النظام السوري على حلب بدعم روسي.
وتجري المناقشات الجديدة على "مستوى مسؤولي الإدارة"، ولم تقدم حتى الآن أي توصيات لأوباما، الذي رفض من قبل إصدار أمر بعمل عسكري ضد الرئيس السوري في الحرب متعددة الأطراف في سورية.