كشف تقرير جديد صادر عن "ائتلاف الإغاثة الإنسانية" في محافظة تعز، جنوب اليمن، عن سقوط 91 قتيلاً و787 جريحاً، خلال ديسمبر/كانون الأول 2016، بينهم نساء وأطفال، وذلك جراء عمليات القنص والقصف العشوائي المكثف على الأحياء السكنية في المدينة، وهي حصيلة لا تشمل الخسائر من جانب الانقلابيين.
وأوضح التقرير الذي حصل "العربي الجديد" على نسخة منه، أن "عدد الرجال الرقم الأعلى بين الضحايا، حيث بلغ 71 قتيلاً، كما جرح 568، ومن بعدهم الأطفال إذ وصل عدد ضحاياهم إلى 13 قتيلاً، و138 جريحاً، بينما قتلت سبع نساء، وأصيبت 81 أخريات، أغلب تلك الإصابات كانت خطرة".
وأشار الائتلاف إلى أن" 45 منزلاً ومنشأة ومحلاً تجارياً، ومدرسة، ومسجداً، ومبنى حكومياً وخدمات عامة وطرقاً رئيسية وجسوراً تضررت بفعل الحرب، منها خمسة منازل تعرضت للتفجير بالألغام والعبوات الناسفة، بالإضافة إلى تضرر 23 منزلاً كلياً وجزئياً في أحياء مختلفة من المدينة جراء القصف العشوائي، في أحياء الجحملية، وبازرعة، وصالة شرقي مدينة تعز ومديرية الصلو جنوب المحافظة".
وأضاف أن" طلاباً وثلاث مدارس ومرافق تعليمية تعرضوا للاستهداف بالقصف المدفعي، بالإضافة إلى تضرر ثلاثة مساجد، وثمانية مكاتب عامة وخدمية بالقصف المباشر، وتفجير ثلاثة جسور وطرق رئيسية".
وتشهد تعز مواجهات عنيفة، ترتفع وتيرتها بين الحين والآخر، بين جماعة أنصار الله (الحوثيين) وحلفائها الموالين لعلي عبد الله صالح، من جهة، وبين قوات الجيش والمقاومة الموالية للشرعية والمدعومة من التحالف العربي.
ويقول مراقبون لـ"العربي الجديد" إن "أعداداً غير قليلة من الحوثيين قتلوا خلال المواجهات ونتيجة الضربات الجوية، غير أن الجماعة لا تعلن عن أعدادهم".
من زاوية أخرى، كشف ائتلاف الإغاثة في تعز، عن "تسجيل 500 حالة إصابة بمرض الكوليرا في مديريات مختلفة من المحافظ، في حين سجلت حالتان من الوفيات بالسبب ذاته في مديرية شرعب الرونة، وأغلقت 17مدرسة أبوابها في المديرية ذاتها، بسبب انتشار الكوليرا".
وحذر ائتلاف الإغاثة الإنسانية من "مجاعة حقيقية، قد تؤدي إلى كارثة إنسانية وشيكة في محافظة تعز، وقد يصل بها الحال إلى ما وصلت إليه محافظة الحديدة جراء توقف إرسال المساعدات الإغاثية للمدينة التي تحتاج للتدخل العاجل لإنقاذ حياة المواطنين، ودعمها بكل ما يلزمها من ضروريات الحياة، خاصة مع انقطاع المرتبات الشهرية لموظفي الدولة، غالبية هؤلاء الموظفين لا يمتلكون مصادر دخل سوى مرتباتهم"، وفقاً للتقرير.
وأضاف أن "الوضع الإنساني في تعز، يزداد سوءاً من منطقة إلى أخرى، وارتفعت حدته في 15 من مديرياتها، والتي ما زالت تشهد مواجهات مسلحة حتى اليوم ويعيش فيها آلاف المتضررين والنازحين والمنكوبين".
وناشد المنظمات الإنسانية والجهات المختصة بدعم المحافظة وسرعة إيصال المساعدات اللازمة إليها.