أعلن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأربعاء، تأييده "منح العفو" للجندي الإسرائيلي أليئور أزاريا، قاتل الشهيد الفلسطيني عبد الفتاح الشريف في مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية، في مارس/ آذار 2016.
وقال نتنياهو، في تغريدة على حسابه الرسمي في موقع "تويتر": "أؤيد منح العفو لأليئور أزاريا (الجندي الإسرائيلي الذي أعدم الشهيد الفلسطيني وهو جريح)".
وأضاف، وفق ما نقلت "الأناضول": "هذا يوم قاس ومؤلم لنا جميعا، وخصوصا لأليئور وعائلته، ولجنود الجيش الإسرائيلي، ولمواطنين كثيرين، ولذوي جنودنا، وأنا من ضمنهم".
وأدانت محكمة عسكرية إسرائيلية الجندي القاتل بـ"القتل غير العمد" للشهيد الشريف.
وفي وقت سابق اليوم، قال الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، في تصريح صحفي بثته الإذاعة العبرية العامة (رسمية)، إنه مستعد لـ"دراسة" طلب منح العفو عن الجندي أزاريا، وفقا للإجراءات المتبعة، وبعد الحصول على التوصيات من كافة الجهات ذات العلاقة، في حال تم تقديمه إليه.
وفي مارس/آذار 2016، وثق باحث ميداني في مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة "بتسيلم" (غير حكومي) عملية إعدام الفلسطيني الشريف بتسجيل مصور، وهو ما حوّل الحادثة إلى "قضية رأي عام" في دولة الاحتلال.
وزعم جيش الاحتلال أن الشريف وفلسطينيا آخر، آنذاك، قاما بطعن جنود إسرائيليين في موقع الحادث قبل إطلاق النار عليهما، ما أدى إلى استشهادهما.
وأعلنت عائلة الشهيد الفلسطيني، الأربعاء، رفضها للمحاكمة التي يجريها الاحتلال الإسرائيلي للجندي الذي أعدم نجلها، مشيرة إلى أنّها ستتوجّه إلى المحاكم الدولية.
وقالت العائلة، خلال مؤتمر صحافي في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، فور انتهاء جلسة محاكمة الجندي القاتل، إنّها ترفض وتدين "المحكمة الصورية الهزلية للجندي الذي يتلقّى الدعم من اليمين الإسرائيلي المتطرّف".
وفي وقت سابق الأربعاء، أدانت المحكمة العسكرية الإسرائيلية الجندي بتهمة "القتل غير المتعمّد"، رغم تأكيدها أنّ القاتل ارتكب جريمته، مع نية جنائية مسبقة ومبيتة، على أن تعلن بعد أسبوعين العقوبة التي ستفرض عليه.
وقام الجندي الإسرائيلي، في 24 مارس/آذار 2016، بإعدام الشهيد الفلسطيني عبد الفتاح الشريف، في مدينة الخليل بالضفة الغربية، بعدما كان ملقى على الأرض ومصاباً بجراحه، من دون أن يشكّل خطراً على أحد.
وأدى تمكّن منظمة "بتسيلم" من توثيق الجريمة إلى عجز جيش الاحتلال عن التستّر على عملية الإعدام، وتقديم الجندي القاتل للمحكمة، لكن بعد تخفيف حدة التهمة الموجهة له من القتل المتعمد إلى "القتل غير المتعمد".
وأكدت عائلة الشريف أنّها ستسير خلف القيادة الفلسطينية بحمل هذا الملف، والملفات الأخرى إلى محكمة الجنايات الدولية، من أجل ملاحقة الجندي القاتل ومحاسبته.
من جهته، قال الناشط في تجمع "مدافعون من أجل حقوق الإنسان"، عماد أبو شمسية، وهو مصور فيديو لحظة إعدام الشاب عبد الفتاح الشريف، إنّه تعرّض لعدة ضغوطات من عائلة الجندي، والتي حاولت اقتحام منزله من أجل أخذه إلى المحكمة وتغيير أقواله.
وكشف أبو شمسية، الذي يتلقّى حتى اليوم مئات رسائل التهديد بالقتل من قبل مستوطنين متطرفين، أنّه تلقى، أيضاً، مبالغ مالية طائلة من أجل تغيير أقواله، لكنّه رفض بكل الأشكال ما يعرض عليه، كرمى للشهداء الفلسطينيين.