قُتل وجُرح عشرات المدنيين، مساء الخميس، بهجمات استهدفت تجمعاً للنازحين الفارين من دير الزور في منطقة أبو فاس بريف الحسكة الجنوبي، شمال شرق سورية، بالتزامن مع تقدم قوات النظام على حساب "داعش" الإرهابي في مدينة دير الزور.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن أربعة انفجارات وقعت في تجمع للنازحين بمنطقة أبو فاس وسط البادية في ريف الحسكة الجنوبي، المتاخم لريف دير الزور الشمالي الشرقي، أسفرت عن مقتل وجرح عشرات النازحين الفارين من دير الزور، ولم تتبين بعد حصيلة الضحايا.
وأوضحت المصادر أن المعلومات الأولية تفيد بأن انتحاريين فجّرا نفسيهما بحزامين ناسفين وسط النازحين، تلا ذلك انفجار عربتين مفخختين في ذات التجمع، ويرجح وقوف تنظيم "داعش" وراء العملية.
وأضافت المصادر أن أكثر من خمسة آلاف مدني وصلوا خلال الساعات الماضية إلى المنطقة فارين من مدن وبلدات دير الزور التي تشهد معارك بين "داعش" وقوات النظام السوري، ولا تسمح لهم المليشيات الكردية بالعبور إلى مناطق سيطرتها في محافظة الحسكة، في حين وصل الآلاف إلى منطقة عين عيسى في شمال الرقة.
إلى ذلك، سيطرت قوات النظام بدعم روسي على منطقة حويجة صكر جزيرة، ومنطقة دوار الحلبية شمال شرق مدينة دير الزور بعد معارك مع تنظيم "داعش".
وكان قد قُتل 14 مدنياً، اليوم، نتيجة تواصل القصف من جانب قوات النظام وروسيا على محافظة دير الزور.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن ثلاثة مدنيين بينهم امرأة قتلوا، وجُرح خمسة آخرون بينهم أطفال ونساء، نتيجة غارة شنها طيران النظام السوري، عصر اليوم، على الأحياء السكنية في بلدة صبيخان بريف دير الزور الشرقي.
كذلك، قصفت قوات النظام بالمدفعية الأحياء السكنية في بلدة ذيبان شرق دير الزور، وذلك بالتزامن مع غارة جوية، ما أسفر عن مقتل أربعة مدنيين بينهم امرأة، وعن أضرار مادية جسيمة في الممتلكات.
كما أشارت المصادر إلى أن سبعة مدنيين من عائلة واحدة قُتلوا بغارة من الطيران الروسي استهدفت منزلهم الواقع في بلدة المجاودة شرق دير الزور، عند منتصف الليلة الماضية.
وكان قصف شنه طيران النظام السوري والطيران الروسي قد أسفر، الأربعاء، عن مقتل أكثر من خمسين مدنياً، نتيجة استهداف المعابر المائية ومنازل المدنيين.
وفي سياق متصل، شن تنظيم "داعش" هجوماً ضد قوات النظام، في محور قرية مراط فوقاني شرق دير الزور، حيث دارت معارك أسفرت عن خسائر في صفوف الطرفين.
المعارضة تهاجم "داعش" جنوباً
من جانب آخر، هاجمت فصائل من المعارضة السورية، اليوم، مواقع مسلحي "جيش خالد" التابع لتنظيم "داعش" في منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي جنوب البلاد، وذلك بهدف فك الحصار عن بلدة حيط.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن فصائل المعارضة شنت هجوما ضد "جيش خالد" في محاور بلدتي جلين وحيط ومواقع الشركة الليبية ومنطقة عشترة وكتيبة م.د، بالتزامن مع قصف مدفعي على مواقع التنظيم في المنطقة.
وأضافت المصادر أن فصائل المعارضة شنت هجومها بهدف فتح طريق للمدنيين ومقاتلي المعارضة المحاصرين في بلدة حيط، التي تسيطر عليها المعارضة، لكنها لم تتمكن من تحقيق أي تقدم، في حين أسفرت المواجهات عن خسائر في صفوف الطرفين.
ويحاصر "جيش خالد" بلدة حيط من ثلاثة محاور (شمال شرق غرب)، بسيطرته على كافة الطرقات الفرعية والرئيسية، بينما يحدُّ القريةَ من المحور الجنوبي وادٍ عميق وطرق ترابية يصعب التنقل عبرها بسبب رصدها ناريا من التنظيم.
وكان "جيش خالد" قد تمكن من حصار البلدة الحدودية مع الأردن، من خلال السيطرة على التلال المحيطة بها، ورفع سواتر ترابية، ورصد كافة الطرقات بين أطراف بلدة جلين التي يسيطر عليها والحدود السورية الأردنية، فضلاً عن سيطرته على بلدات سحم الجولان والشجرة وبيت آرة.
ويعاني المدنيون في بلدة حيط من صعوبات كبيرة، في تأمين المواد الغذائية والماء الصالح للشرب، فضلاً عن عدم قدرة فصائل المعارضة على التحرك في المنطقة، وإغلاق الحدود من الجانب الأردني.
من جهة أخرى، وقعت اشتباكات بين المعارضة المسلحة وقوات النظام في حي المنشية بمدينة درعا، في حين قصفت قوات النظام بلدة كفر ناسج في ريف درعا الشمالي، موقعة أضرارا مادية.
إلى ذلك، أصيب مدنيون بجروح من جراء قصف مدفعي من قوات النظام السوري على مدينة حرستا في الغوطة الشرقية بريف دمشق، بحسب ما أفاد الدفاع المدني في المنطقة.
ويخضع الجنوب السوري "درعا والقنيطرة" ومناطق سيطرة المعارضة في غوطة دمشق الشرقية، لاتفاق خفض التوتر بين المعارضة والنظام، بضمانة الدول الراعية لمحادثات أستانة.