وجلال الطالباني، الرئيس السابع للعراق، هو جلال حسام الدين نور الله نوري، من مواليد 1933، من صلب عائلة دينية، فأبوه الشيخ حسام الدين، شيخ الطريقة القادرية بشمال العراق، وولد في التكية القادرية التي يديرها والده الشيخ حسام الدين في السليمانية.
بدأ الطالباني حياته السياسية مبكرا، فمنذ سن 14 عاما انضم إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة الملا مصطفى البارزاني، ترقى في صفوف الحزب بشكل سريع، ليصبح بعد أربع سنوات، أي في عام 1951، عضوا في اللجنة المركزية للحزب.
عام 1959 تخرج من كلية الحقوق من جامعة بغداد، ليلتحق بالجيش كجزء من الخدمة العسكرية التي كانت إلزامية حينذاك، وفي عام 1961 شارك في انتفاضة الأكراد ضد حكومة عبد الكريم قاسم. وبعد الانقلاب على قاسم قاد الطالباني الوفد الكردي للمحادثات مع عبد السلام عارف الذي أصبح رئيسا للحكومة عام 1963.
شكل الطالباني المكتب السياسي للحزب الديمقراطي عام 1964، بعد انفصاله ومجموعة من الحزب الديمقراطي الذي يتزعمه مصطفى البارزاني.
عام 1975 وبعد انهيار الحركة الكردية بقيادة مصطفى البارزاني عقب اتفاقية الجزائر وما تلاها من سحب إيران دعمها لحركة البارزاني، أسس الطالباني مع عدد من أتباعه حزب الاتحاد الوطني الكردستاني.
ودخل هذا الحزب حملة عسكرية ضد الحكومة المركزية، حتى عام 1980، إذ توقفت قليلا بعد أن عرض الرئيس العراقي حينذاك صدام حسين صلحا عليهم، لكن سرعان ما فشلت المفاوضات ليعود الصراع على أشده هذه المرة مع بغداد، ليتعرض الحزب لانتكاسة كبيرة أجبرت الطالباني على اللجوء إلى إيران.
ويعرف عن الطالباني قربه من إيران وبعده عن المعسكر الغربي بشكل عام، ومواقفه العدائية تجاه الحزب الشيوعي الكردي الذي خاض مواجهات مسلحة معه في السبعينيات وبداية الثمانينيات، ورغم هذه الشخصية المتناقضة إلا أنه رفض التوقيع على أحكام الإعدام الصادرة من القضاء العراقي خلال فترة رئاسته، معللا ذلك بعدم قناعته بعقوبة الإعدام للإنسان بحد ذاته.
بعد حرب الخليج عام 1990، بدأت مرحلة جديدة في حياة الطالباني السياسية، حيث شكل قرار التحالف الغربي الذي خاض الحرب ضد العراق، إعلان منطقة حظر الطيران العراقي ليصبح شمال العراق ملاذا آمنا للحركات الكردية، حيث بدا التقارب بين حزب الطالباني وحزب مسعود البارزاني وهو الحزب الديمقراطي، لكن هذه العلاقة بقيت بين شد وجذب، ووصلت إلى مواجهات عسكرية عام 1996، وبوساطة أميركية بريطانية وقع زعيما الحزبين اتفاقية سلام عام 1998.
وفي العام 2005 انتخب الطالباني رئيسا للعراق كمرشح عن ائتلاف الكتل الكردستانية، لتجدد الولاية له عام 2010، وأصيب عام 2012 بجلطة دماغية غادر على أثرها للعلاج إلى ألمانيا، ودخل إثرها في غيبوبة حتى وافاه الأجل هذا اليوم.