ومن المتوقع وفق مصادر لـ"العربي الجديد"، أن تناقش الوفود الضامنة، ملفات المعتقلين، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي يحاصرها النظام السوري، فضلاً عن آليات مراقبة وقف إطلاق النار في مناطق اتفاق "خفض التصعيد".
وقال وفد المعارضة السورية العسكري إلى محادثات أستانة إنه سلم الوفد الروسي اليوم الثلاثاء ملفات تتعلق بجرائم النظام السوري في سورية، وتثبت تورطه في هجوم كيميائي.
وأوضح "وفد قوى الثورة العسكري" في تصريحات صحافية أنه سلم الوفد الروسي إثباتات حول تورط قادة روس بهجوم كيميائي في نفق الرستن وتكريم الضابط المسؤول، مضيفا أن "الملف المقدم للوفد الروسي يتضمن صورا وشهادات بحضور ضباط روس شاهدين على الحادثة".
ويذكر أن "هجوم نفق الرستن الكيميائي" وقع في شباط/فبراير من عام 2016، حين استهدف النظام السوري نفقا للمعارضة في شمال مدينة الرستن بسلاح كيميائي وأدى إلى وقوع إصابات.
وقال وفد المعارضة إنه "سلم الوفد الروسي ملفا آخر يتعلق بمجزرة القريتين التي قام بها نظام الأسد بالتنسيق مع (داعش) وبصمت مريب للطيران الروسي في المنطقة عن تحركات داعش، وملفات تتعلق بجرائم جديدة لنظام الأسد والقوات الروسية الميدانية والخروقات المتكررة في مناطق خفض التصعيد".
وطالب "وفد قوى الثورة" الوفد الروسي بـ"تنفيذ الاتفاق الذي تم توقيعه في أستانة من خلال فتح المعبر الإنساني باتجاه الغوطة بشكل دائم"، موضحا للوفد الروسي أنه "لا يمكن منع وصول المساعدات الإنسانية وتأخيرها عن الناس والمدنيين للضغط والمساومة من أجل ملفات سياسية".
من جانبه أوضح الوفد الروسي أن بلاده تعمل ما بوسعها لتنفيذ ما اتفق عليه لإيصال المساعدات الإنسانية، مشيرا إلى أن العمل جار على تحضير عدة أرتال من المساعدات لريف حمص ودوما وجنوب دمشق، مضيفا: "طلبنا من الأمم المتحدة تسهيل دخول قافلة إغاثية ثانية للمناطق المحاصرة خلال الأيام المقبلة".
من جانبه، عقد وفد "قوى الثورة السورية" التابع للمعارضة، اليوم الثلاثاء، اجتماعاً مع الوفد الأميركي، ومساعد وزير الخارجية الأميركي للشرق الأوسط تيم ليندركينغ، لمناقشة آخر التطورات بشأن محاور أستانة 7.
وبحسب مصادر إعلامية سورية، فقد التقى وفد النظام السوري برئاسة بشار الجعفري، اليوم الثلاثاء، مع وزير خارجية كازاخستان خيرت عبد الرحمانوف، الدولة المستضيفة للمحادثات.
وانطلقت، أمس الاثنين، أعمال الجولة السابعة من اجتماعات أستانة، وعلى رأس جدول أعمالها ملفات المعتقلين والمفقودين، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، وفك الحصار عنها، والآليات الفنية والتقنية لمراقبة الخروقات المتكررة لمناطق "خفض التصعيد"، وانتشار قوات المراقبة فيها.
وعقد وفد المعارضة السورية العسكري إلى أستانة، اجتماعات مع الوفد الأردني، ووفد الأمم المتحدة، والوفد الفرنسي، تم خلالها مناقشة العديد من النقاط المتعلّقة بالملف السوري، واتفاق "خفض التصعيد"، فضلاً عن مؤتمر تعتزم روسيا عقده، الشهر المقبل.
وتم خلال الاجتماعات، اطلاع الأمم المتحدة على أوضاع المحاصرين من قبل النظام السوري في الغوطة الشرقية بريف دمشق، والانتهاكات التي تقوم بها مليشيات "وحدات حماية الشعب" الكردية والقوات الروسية، بحق المدنيين في سورية.
مؤتمر "الحوار السوري" بدل "شعوب سورية"
والليلة الماضية، أعلنت "القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية" الروسية في سورية، أنّه تم تغيير اسم مؤتمر "شعوب سورية" الذي تعتزم روسيا عقده، في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، إلى مؤتمر "الحوار السوري"، بينما لم يتحدّد مكان المؤتمر.
وأوضحت القناة، أنّ قاعدة حميميم الروسية على الأراضي السورية، قد تكون مكان انعقاد المؤتمر، مضيفة أنّه "من المقرّر أن يكون المؤتمر حول دراسة دستور سورية الجديد".
القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية Информканал авиабазы ХмеймимMonday, 30 October 2017" style="color:#fff;" class="facebook-post-link" target="_blank">Facebook Post |
وتسعى روسيا لفرض مسار جديد يتبنّى رؤيتها لحل الأزمة السورية، ويكون بديلاً عن مفاوضات جنيف، مستغلّة تقدّم النظام على الأرض، وعدم تحقيق مفاوضات جنيف أي إنجاز يُذكر.
وكانت مصادر روسية، قد تحدّثت عن احتمال عقد مؤتمر "شعوب سورية" في مدينة سوتشي الروسية، بحضور المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا.
وبينما لم يتبيّن موعد محدّد لعقد المؤتمر، ترجّح مصادر انعقاده في منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، بمشاركة عدد من الوفود المحلية، فيما ترفض المعارضة السورية متمثلة بـ"الهيئة العليا للمفاوضات" حضور المؤتمر.
وكان رئيس وفد قوى الثورة والمعارضة السورية إلى جنيف نصر الحريري، قد صرّح في حديث مع "العربي الجديد"، بأنّ روسيا تسعى للاستفراد بالحل السوري، وتهدف إلى خلق مسار بديل وبعيد عن جنيف والأمم المتحدة، والقرارات الدولية، وعملية الانتقال السياسي.