واصلت السلطات السعودية سلسلة الاعتقالات التي دخلت شهرها الأول ضد شيوخ دين ومفكرين وسياسيين وناشطين في حقوق الإنسان، بالإضافة إلى أمراء وشعراء وروائيين ومغردين وأفراد قبليين تم الزج بهم لتحصيل مكاسب سياسية سريعة.
واعتقلت السلطات السعودية كلاً من القاضي حمد المرشد، قاضي الاستئناف بالمحكمة المتخصصة، كما اعتقلت القاضي عبداللطيف العبد اللطيف والباحث الإعلامي مالك الأحمد والقاضي سلطان العتيبي وأستاذ الفقه في جامعة الإمام جمال الناجم والأستاذ المساعد في جامعة الإمام مبارك بن زعير والشيخ صالح العليوي وهو رجل دين وداعية.
وأصدرت السلطات الأمنية بياناً مساء الأربعاء قالت فيه إنها اعتقلت أيضاً 24 شخصاً في مدينة حائل شمال المملكة العربية السعودية بسبب "التأليب على الشأن العام وتأجيج المشاعر تجاه القضايا العامة، وأن من بين المعتقلين قطرياً واحداً".
وشرعت الأذرع الإعلامية المقربة من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الحاكم الفعلي للبلاد في ادعاء أن المعتقلين، والذين ينتمون لقبيلة شمر واسعة الانتشار في الخليج العربي والعراق والشام، تلقوا أوامر من "عواصم خارجية" لإثارة الفتنة في مدينة حائل التي كانت عاصمة لإمارة حائل المستقلة حتى سقوطها بشكل دموي في عشرينيات القرن الماضي على يد مؤسس السعودية عبد العزيز آل سعود.
وبحسب مصادر سعودية فإن ما روّجت له السلطات السعودية في بيانها الذي أصدرته مساء الأربعاء، يعدّ تلفيقاً وزجّاً بأفراد قبليين وإلصاقهم بجهات خارجية، موضحة أن المعتقلين رفضوا زواج امرأة من قبيلتهم برجل من قبيلة أخرى.
إلى ذلك، قالت مصادر مقرّبة من الدكتور سلمان العودة لـ"العربي الجديد" إن: "أسرة الداعية الإسلامي ممنوعة من التواصل معه وأنها لا تزال تجهل أي شيء عنه أو عن مكان احتجازه بعد اعتقاله بتهمة الصمت عن قطر وعدم مشاركته في الحملة الإعلامية ضدها واعتقال شقيقه الدكتور خالد العودة لاعتراضه على حملة الاعتقالات في أيامها الأولى، خصوصاً أنه لا أثر لهما ولبعض المعتقلين في السجون الرسمية وعلى رأسها سجن الحائر في الرياض".
ورجّحت المصادر أن يكون المعتقلون محتجزين في شقق وأماكن سرية تابعة لجهاز أمن الدولة الذي يأتمر بأمر ولي العهد مباشرة من دون المرور بأقسام وزارة الداخلية التي لا يزال جزء موالٍ لولي العهد السابق محمد بن نايف يعمل بها.
وفي السياق نفسه فرّ عدد من الكتاب والسياسيين ورجال الدين الموالين لولي العهد السابق محمد بن نايف من السعودية إلى الخارج، خوفاً من أن تطاولهم يد أكبر حملة اعتقالات في تاريخ السعودية الحديث، كما وصفتها صحيفة "ذا غارديان" البريطانية.