وقال بوتشيمون، في مقابلة مع التلفزيون الرسمي الكتالوني: "فتحنا باب الوساطة وقلنا "نعم" لكل إمكانيات الوساطة التي عرضت علينا". وأضاف: "الأيام تمضي والدولة الإسبانية لا ترد بشكل إيجابي، سنفعل ما جئنا لفعله".
وكان قد وعد قبل ذلك بالمضي قدماً إذا لم تقبل الحكومة المحافظة التي يقودها ماريانو راخوي التفاوض حول استفتاء قانوني، وهذا ما ترفضه الحكومة.
وهذه النزعة إلى الانفصال تصاعدت تدريجياً في السنوات الأخيرة وتؤدي إلى انقسام في إسبانيا وفي كتالونيا نفسها.
ونظم استفتاء في الأول من أكتوبر/تشرين الأول في كتالونيا منعته السلطات، وشهد أعمال عنف من قبل الشرطة عندما حاولت قوات الأمن التي أرسلتها مدريد منع التصويت في عدد من مراكز الاقتراع. وتظهر لقطات رجال الشرطة يضربون كتالونيين سلميين ما أثار صدمة لدى الرأي العام.
ويعتبر الانفصاليون أنهم فازوا في الاقتراع بحصولهم على أكثر من تسعين بالمائة من أصوات الناخبين الذين شارك 43 في المائة منهم في الاستفتاء، ما يسمح لهم بإعلان استقلال المنطقة.
ويتوقع الجميع أن يصدر هذا الإعلان، إذا كان سيصدر فعلاً، خلال جلسة لبرلمان كتالونيا مساء الثلاثاء، يلقي خلالها الرئيس بوتشيمون كلمة.
ويبدو هذا الاحتمال قائماً في نظر حوالي 15 شركة كبرى بينها مصرفان كبيران تورطا في المعركة، الخميس، وقررا نقل مقريهما إلى خارج كتالونيا.
وقال رئيس الحكومة المحافظ لصحيفة "ال باييس": "ما أريده هو سحب التهديد بالاستقلال في أسرع وقت، لأنه لا يمكننا بناء شيء، إذا لم يتبدد التهديد للوحدة الوطنية"، وفقا لـ"رويترز".
وكان راخوي لوح بتعليق الحكم الذاتي للمنطقة، وهو إجراء لم يطبق يوماً في المملكة البرلمانية الإسبانية التي تتمتع بنظام حكم لا مركزي. ورداً على سؤال حول تطبيق المادة 155 من الدستور التي تتيح ذلك، قال "لا أستبعد شيئاً، لكن يجب أن أفعل الأشياء في وقتها".
ورداً على سؤال عما إن كان من الممكن تقسيم إسبانيا، في مقابلة أخرى، نشرتها صحيفة "دي فيلت"، اليوم الإثنين، قال راخوي "قطعاً لا. لن يتم تقسيم إسبانيا وسيتم الحفاظ على الوحدة الوطنية. سنفعل كل ما يسمح به القانون لضمان ذلك".
ضغوط دولية
وقالت الوزيرة المكلفة للشؤون الأوروبية بوزارة الخارجية، ناتالي لوازو، إن فرنسا لن تعترف بكتالونيا إذا أعلن الإقليم الإسباني الانفصال من جانب واحد.
وأضافت لقناة (سي نيوز) التلفزيونية "إذا صدر إعلان للاستقلال سيكون من جانب واحد ولن يتم الاعتراف به".
وقالت لوازو "الأزمة بحاجة لحل عبر الحوار على جميع المستويات السياسية الإسبانية".
وأضافت أن اتخاذ قرار سريع بالاعتراف بالانفصال بعد إعلان من جانب واحد سيكون بمثابة الهروب من مسؤوليات فرنسا.
وتابعت "إذا كان للانفصال أن يلقى الاعتراف، وهو أمر لا يجري بحثه، فإن النتيجة الفورية ستكون أن (كتالونيا) ستخرج تلقائيا من الاتحاد الأوروبي".
(العربي الجديد)