انتهى الفصل الأول من مسلسل رئيس الوزراء اللبناني المستقيل، سعد الحريري، بعد وصوله مع عائلته إلى باريس، انسجامًا مع التفاهم الذي تم التوصل إليه بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وترى صحيفة "لوموند" الفرنسية، في هذا الإطار، أن الرئيس الفرنسي "افتتح اليوم السبت، فصلًا جديدًا في هذه القصة الطويلة المليئة بالأسرار، من خلال استقباله المسؤول اللبناني، رأسًا لرأس، في الإليزيه".
وتطرق المسؤولان، أثناء مباحثاتهما، لمستقبل سعد الحريري السياسي وقدرته أو عدمها على الاستمرار رئيساً للحكومة اللبنانية.
وكان الرئيس الفرنسي قد تحدث في السويد، على هامش القمة الأوروبية، عن نية رئيس "تيار المستقبل" العودة إلى بلده، في الأيام أو الأسابيع القادمة.
ورأت الصحيفة أن "الدبلوماسية الفرنسية، التي كانت غائبة خلال فترة طويلة عن الشرق الأوسط، حققت نجاحًا عبر نقل الحريري من المملكة العربية السعودية، حيث كان يعتبره معظم اللبنانيين أسيرًا".
وأضافت: "لقد أتاحت المبادرة الفرنسية.. إخراج الحريري من وضعية معقدة، وفي الوقت نفسه وفرت باب خروج للسعوديين، الذين كانوا قد وضعوا أنفسهم في وضعية مستحيلة".
واعتبرت الصحيفة، أن عودة مباشرة لرئيس الحكومة، حتى ولو من أجل وضع استقالته بين يدي رئيس الجمهورية، ميشال عون، كانت ستشكل إهانة للرياض، وهو ما دفع رجل أعمال غربي مقيم في المملكة، للقول: "لقد كان أداء ماكرون جيدًا، فقد خفف من التوتر في لبنان، وفي الوقت ذاته حمى السعودية من الخزي الدولي"، على حد تعبيره.
وأشارت "لوموند" إلى أن ماكرون، ومنذ انتخابه رئيسًا للجمهورية، "لم يتوقف عن إبداء إرادته في التحدث إلى الجميع، ولعب دور وسيط دولي"، وهو دور سبق لفرنسا أن لعبته في العالم العربي والإسلامي، لافتة إلى أنه، وخلافًا للولايات المتحدة الأميركية، ترتبط فرنسا بعلاقات مع كل الفاعلين الوازنين، بما في ذلك إيران و"حزب الله".
وترى صحيفة "لوموند" الفرنسية، في هذا الإطار، أن الرئيس الفرنسي "افتتح اليوم السبت، فصلًا جديدًا في هذه القصة الطويلة المليئة بالأسرار، من خلال استقباله المسؤول اللبناني، رأسًا لرأس، في الإليزيه".
وتطرق المسؤولان، أثناء مباحثاتهما، لمستقبل سعد الحريري السياسي وقدرته أو عدمها على الاستمرار رئيساً للحكومة اللبنانية.
وكان الرئيس الفرنسي قد تحدث في السويد، على هامش القمة الأوروبية، عن نية رئيس "تيار المستقبل" العودة إلى بلده، في الأيام أو الأسابيع القادمة.
ورأت الصحيفة أن "الدبلوماسية الفرنسية، التي كانت غائبة خلال فترة طويلة عن الشرق الأوسط، حققت نجاحًا عبر نقل الحريري من المملكة العربية السعودية، حيث كان يعتبره معظم اللبنانيين أسيرًا".
وأضافت: "لقد أتاحت المبادرة الفرنسية.. إخراج الحريري من وضعية معقدة، وفي الوقت نفسه وفرت باب خروج للسعوديين، الذين كانوا قد وضعوا أنفسهم في وضعية مستحيلة".
واعتبرت الصحيفة، أن عودة مباشرة لرئيس الحكومة، حتى ولو من أجل وضع استقالته بين يدي رئيس الجمهورية، ميشال عون، كانت ستشكل إهانة للرياض، وهو ما دفع رجل أعمال غربي مقيم في المملكة، للقول: "لقد كان أداء ماكرون جيدًا، فقد خفف من التوتر في لبنان، وفي الوقت ذاته حمى السعودية من الخزي الدولي"، على حد تعبيره.
وأشارت "لوموند" إلى أن ماكرون، ومنذ انتخابه رئيسًا للجمهورية، "لم يتوقف عن إبداء إرادته في التحدث إلى الجميع، ولعب دور وسيط دولي"، وهو دور سبق لفرنسا أن لعبته في العالم العربي والإسلامي، لافتة إلى أنه، وخلافًا للولايات المتحدة الأميركية، ترتبط فرنسا بعلاقات مع كل الفاعلين الوازنين، بما في ذلك إيران و"حزب الله".
ولحدّ الساعة، فإنّ المبادرتين اللتين أطلقهما ماكرون في هذه المنطقة لم تُكلَّلا بالنجاح، ويتعلق الأمر باتفاق النقاط العشر، ثمرة لقاء يوليو/تموز 2017 مع الغريمين الليبيين، فائز السراج وخليفة حفتر، الذي تعترض صعوبات تطبيقه. كما أن جهوده من أجل خلق مجموعة اتصال حول سورية وُلدت ميّتة. "إذن، وصول الحريري إلى باريس يسجل عودة الدبلوماسية الفرنسية إلى الشرق الأوسط، كما يقول علي مراد، أستاذ القانون العام في الجامعة العربية في بيروت"، تكتب "لوموند".
وترجع الصحيفة نفسها هذا الاختراق إلى "العلاقات الوثيقة بين وزير الخارجية الفرنسية، جان إيف لودريان، وعدد كبير من مسؤولي المنطقة، ومن بينهم الحاكمان الفعليان في الإمارات والسعودية، محمد بن زايد ومحمد بن سلمان". فقد "أثمرت العلاقات التي نسجها لودريان، حينما كان وزيرًا للدفاع في ولاية فرانسوا هولاند، مقابل غضٍّ شبه كامل للطَّرْف عن الطرق القمعية التي يستخدمها هذان المستبدّان في بلديهما"، تقول "لموند".
ومنذ إعلان سعد الحريري عن استقالته المفاجئة، في الرابع من شهر نوفمبر/تشرين الثاني، أظهرت السلطات الفرنسية انشغالها بالأمر. وكتبت الصحيفة إن "القلق الفرنسي كان كبيرًا، إذ على الرغم من النفي السعودي، كان سعد الحريري، الذي يستحيل الاتصال به، يبدو محرومًا من قسم كبير من حريته"، ثم تساءلت الصحيفة عما إذا كان الأمر يتعلق بابتزاز بسبب اتهامه في عملية مكافحة الفساد التي أطلقت في المملكة أم بضغوط على عائلته؟
وأضافت "لوموند" أن جهود الإليزيه "أثمرت في العثور على حل، يوم الأربعاء 8 نوفمبر/تشرين الثاني، في الإمارات. فأثناء حفلة عشاء الرئيس ماكرون مع محمد بن زايد، عقب تدشين متحف لوفر أبو ظبي، اتصل الأول بالثاني واتفق معه على لقاء في اليوم التالي"، وهو ما جعل ماكرون، كما تقول الصحيفة، "يتحدث عن محمد بن زايد باعتباره يمتلك رؤية دقيقة جدًا لما يحدث في المملكة العربية السعودية، كما أن قربه من ولي العهد السعودي غير خافٍ على أحد"، وفق الصحيفة.
وتكشف أنه منذ عدة أسابيع، نشط فريق ماكرون من أجل تنظيم لقاء بينه وبين بن سلمان، دون جدوى. وكان ماكرون يتصور أن هذا اللقاء سيتمّ قبل زيارته المرتقبة إلى طهران، من أجل إنقاذ الاتفاق النووي، الذي تهدده إدارة ترامب. وهي زيارة لا يمكن إلا أن تغيظ السعودية، السعيدة بمواقف ترامب. ما يعني ضرورة تعزيز مسبق للعلاقة الاستراتيجية الفرنسية السعودية قبل السفر إلى طهران.
وتشير الصحيفة الفرنسية إلى أن لقاء ماكرون ومحمد بن سلمان، والذي استمر ثلاث ساعات في مطار الرياض، لم يتطرق سوى للبنان ومصير الحريري، الذي كان قد استقبل، قبل ساعات من وصول ماكرون للسعودية، سفير فرنسا في الرياض.
ثم توالت الاتصالات الهاتفية بين ماكرون وبن سلمان. وفي 13 نوفمبر/تشرين الثاني، وفي اليوم التالي لحوار الحريري مع قناة لبنانية، والذي تحدّث فيه الحريري عن "حريته في الحركة"، تطرقت الرئاسة الفرنسية إلى احتمال اللجوء إلى الأمم المتحدة.
وكان هدف الخطاب ممارسة الضغط على الرياض. وقد تلقت الأخيرة الرسالة، وهو ما جعل الرئيس الفرنسي يعلن من مدينة بون عن توجيه الدعوة إلى رئيس الحكومة اللبناني لزيارة باريس. وفي يوم الخميس، وبعد لقاء لودريان مع بن سلمان في الرياض، تم الاتفاق على حل وسط. ويقضي بتأجيل لودريان زيارته إلى طهران للإعداد لزيارة ماكرون مقابل السماح بخروج الحريري من السعودية والتوجه إلى فرنسا.
وتطبيقًا للاتفاق الفرنسي السعودي، كما تقول الصحيفة، أدان لودريان أثناء ندوة صحافية في الرياض ما أسماه "محاولة الهيمنة الإيرانية"، وهو ما جعل وزير الخارجية الإيراني ينتقد "النظرة المتحيّزة" لفرنسا، التي "تساعد بشكل إرادي أو غير إرادي على تحويل أزمات محتملة إلى أزمات حقيقية".
"وماذا بعد؟" تتساءل الصحيفة، ثم تجيب: "يشدد الرئيس الفرنسي على أن سعد الحريري لا يبدأ حياة لجوء في فرنسا. فيما يرى وزير الخارجية اللبناني، جبران باسيل، أن الحريري سيعود إلى بيروت يوم الجمعة القادم. فيما صرحت الرئاسة اللبنانية أن الحريري سيعود إلى بلده يوم الأربعاء، 22 نوفمبر/تشرين الثاني، الذي يوافق عيد الاستقلال".