وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الثلاثاء، إنّ موسكو تعتقد أنّ استقالة شخصيات من المعارضة السورية مثل رياض حجاب، "ستساعد على توحيد المعارضة في الداخل والخارج حول برنامج بنّاء بشكل أكبر".
واستقال حجاب، رئيس الهيئة العليا للمفاوضات من منصبه، أمس الاثنين، بعد قرابة عامين من اختياره رئيساً للهيئة التي تدعمها السعودية، وتجمع المعارضة السياسية والمسلّحة.
ونقلت قناة "روسيا 24" التلفزيونية الرسمية عن لافروف، قوله، في إفادة صحافية مقتضبة، بحسب ما أوردت "رويترز"، إنّ "تراجع شخصيات المعارضة ذات الفكر المتشدّد عن لعب الدور الرئيسي سيجعل من الممكن توحيد هذه المعارضة غير المتجانسة، في الداخل والخارج، حول برنامج معقول وواقعي وبناء بشكل أكبر. سندعم جهود السعودية في هذا الصدد".
وإلى جانب استقالة حجاب، أمس الاثنين، أكدت مصادر "العربي الجديد"، استقالة 8 أعضاء آخرين من الهيئة العليا للمفاوضات.
ولم يوضح حجاب سبب الاستقالة، التي تأتي قبل يومين من عقد المعارضة السورية مؤتمراً موسعاً بين 22 و24 الشهر الجاري، يسعى لتوسيع وإعادة هيكلة وفد معارضة موحد، قبل أيام من انطلاق مفاوضات جنيف بنسختها الثامنة، في الـ28 من هذا الشهر.
غير أنّ محلّلين رأوا أنّ الاستقالة جاءت بعد ضغوط دولية، بسبب تمثيل حجاب للتيار الذي لا يقبل بقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد، في سورية المستقبل، وهو البند الذي تصر عليه "منصة موسكو".
وفشلت المعارضة السورية، في وقت سابق، في تشكيل وفد موحد بسبب إصرار "منصة موسكو" على عدم التوقيع على مبدأي إسقاط الأسد، وتغيير الدستور.
الائتلاف السوري المعارض يدين
في المقابل، دان "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، في تصريح صحافي، اليوم، ما قاله لافروف عن المشاركين في مؤتمر الرياض2، غداً الأربعاء، ووصفه أعضاء الهيئة العليا للمفاوضات المستقيلين، بـ"المتطرفين".
وقال الائتلاف، في التصريح الذي نقلته الدائرة الإعلامية، "إنّ التصريحات التي أدلى بها وزير خارجية روسيا، مرفوضة ومحل استهجان"، مشدّداً على أنّ "المؤتمر شأن سوري، وحضوره يخص السوريين وحدهم، باستضافة كريمة من قبل المملكة العربية السعودية".
وأكد الائتلاف، أنّ "المؤتمر يحظى باهتمام عربي ودولي، وسيحضر ممثلو 30 دولة افتتاحه"، معتبراً أنّ "محاولة الروس الإيحاء بدور خاص لهم، هو محاولة سيئة النية للإضرار بوحدة المعارضة، والتشويش على أعمال المؤتمر، وهو تدخّل مرفوض بشأن سوري داخلي".