ستة أشهر تفصل العراقيين عن الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في مايو/أيار 2018، إلا أن حمى التنافس الانتخابي بدأت تتصاعد منذ الآن، وما يميز حملات الترويج والتحضير للعملية الانتخابية أنها اعتمدت على إعلاميين وناشطين لإسقاط خصومهم من خلال ما يسمى في العراق بـ"الجيوش الإلكترونية" التي أصبحت سمة تميّز توجهات قوى سياسية كبيرة.
واعتبر الإعلامي العراقي علي خالد، أن "وسائل التواصل الاجتماعي تحوّلت إلى منبر لبث سموم الأحزاب السياسية تجاه خصومها"، مشيراً في حديث لـ"العربي الجديد" إلى تورط إعلاميين بارزين وناشطين في الترويج لبعض الشخصيات السياسية من خلال إسقاط أندادهم. ولفت إلى وجود حملة منظّمة انطلقت منذ تحرير بلدة راوة (غرب العراق) الأسبوع الماضي تهدف إلى الإساءة للجيش العراقي والتقليل من الإنجازات الحكومية، مرجحاً أن تكون هذه الحملة قد انطلقت بتوجيه من رئيس الوزراء السابق نوري المالكي والنواب والسياسيين المقربين منه في محاولة لوضع العقبات أمام احتمال استفادة رئيس الحكومة حيدر العبادي من الانتصار على تنظيم "داعش". وأضاف: "تستخدم الجيوش الإلكترونية أساليب مختلفة للإسقاط السياسي بالاعتماد على أوراق ووثائق يتم تسريبها من قبل سياسيين"، موضحاً أن هذا الأمر أسفر عن تشكيل جيوش متبادلة.
من جهتها، قالت عضو البرلمان العراقي حنان الفتلاوي، إنها من أكثر السياسيين الذين يتعرضون للمهاجمة من قبل الجيوش الإلكترونية، مضيفة خلال مقابلة متلفزة "لا يمر أسبوع إلا وأتعرض لهجمة". وأشارت إلى وجود جهات "تقوم بتزوير كتب ووثائق وفبركة فيديوهات وعرضها بحقي"، لافتة إلى أن هذه الهجمات مستمرة على مواقع التواصل الاجتماعي.
لكن عضو البرلمان العراقي عن "التيار المدني" فائق الشيخ علي، اتهم الفتلاوي بالإشراف على جيوش إلكترونية تكيل التهم والشتائم للآخرين، قائلاً في تغريدة على موقع "تويتر": "كل مشاكل العراق سببها هذه اللصة وائتلافها وسيدها"، في إشارة إلى المالكي الذي دخلت حنان الفتلاوي البرلمان بدورته الحالية عبر ائتلافه "دولة القانون".
اقــرأ أيضاً
وفي السياق، أكد مصدر حكومي عراقي مطلع لـ"العربي الجديد" أن المالكي يشرف على عشرات الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، الممولة من قبله، موضحاً أن هذه الصفحات تهدف إلى مهاجمة بحكومة العبادي وإضعافها تمهيداً لحصول المالكي على أصوات تؤهله للعودة إلى كرسي رئاسة الوزراء بعد اجتيازه الانتخابات المقبلة.
وأضاف المصدر أن "المالكي منذ أن كان رئيساً للوزراء قام بتجنيد فريق من الإعلاميين والمحللين السياسيين والناشطين ليكونوا عينه ولسانه في مواقع التواصل الاجتماعي"، لافتاً إلى أن رئيس ائتلاف "دولة القانون" أنشأ مراكز بحثية وهمية في عهده لتكون غطاء لهؤلاء. وتابع "يتقاضى العاملون في الجيوش الإلكترونية للمالكي رواتب شهرية تتراوح بين 100 وألف دولار"، مؤكداً أن المالكي يستعين ببعض النواب في تمويل جيوشه.
وأشار المصدر إلى أن أجهزة الرصد الحكومية تمكّنت من التوصل إلى هوية بعض الجهات والأشخاص الذين يديرون صفحات معادية للحكومة، موضحاً أن السلطات ستتعامل مع هؤلاء من خلال القنوات القضائية. وكشف عن "وجود قنوات فضائية تخصص برامج تلفزيونية ونشرات إخبارية لترويج بعض الفبركات التي ترد عن طريق الجيوش الإلكترونية"، مرجحاً أن تزداد حملات المهاجمة والتشهير بشكل كبير كلما اقترب موعد الانتخابات.
من جهته، انتقد عضو البرلمان العراقي شعلان الكريم، استعانة بعض الشخصيات السياسية بالجيوش الإلكترونية من أجل مهاجمة وإسقاط خصومهم مع قرب موعد إجراء الانتخابات، موضحاً في تصريح صحافي أن الحرب الكلامية بين السياسيين بدأت مبكراً بالتزامن مع التحضير للانتخابات. وأشار إلى أن السياسيين بدأوا بعمليات إسقاط سياسي مع بعضهم مستخدمين جيوشاً إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل إثبات وجودهم على حساب تحطيم شخصيات أخرى، معتبراً أن استخدام مثل هذه الأساليب يتنافى مع الأخلاق السياسية الصحيحة.
وأوضح الكريم أن مثل هذه التصرفات تشير إلى ضعف القادة والسياسيين الذين يتراشقون في ما بينهم بالحرب الكلامية الإلكترونية من أجل الحصول على أكبر عدد من الأصوات، مشيراً إلى أن "المواطن العراقي أدرك موقف تلك الشخصيات وما قدّمته خلال المرحلة الماضية وما تسعى اليه مستقبلاً".
أحد الإعلاميين الذي يدير صفحة "فيسبوك" لسياسي عراقي، قال لـ"العربي الجديد" إنه غير راضٍ عن عمله الذي يتخلله الكثير من حالات الكذب والمهاجمة والتشهير، موضحاً أنه دخل هذا المجال ليحصل على مرتب قدره 700 دولار لسد حاجة عائلته. وأضاف "قضيت ثلاث سنوات من دون عمل بعد إغلاق الصحيفة التي كنت أعمل فيها، ما اضطرني للعمل كمسؤول لصفحة سياسي"، قائلاً إنه دخل حرب الجيوش الإلكترونية من حيث لا يعلم.
وأشار إلى وجود عدد كبير من الشباب الذين يعملون في هذا المجال، موضحاً أن "نسبة قليلة منهم هي التي تعمل فيه بسبب الحاجة وأنا منهم". ولفت إلى أن عدوى الإسقاط انتقلت من السياسيين إلى مديري صفحاتهم، مشيراً إلى أن الأيام الأخيرة شهدت معركة كلامية حادة بين إعلاميين معروفين، أحدهما متهم بأنه من الجيوش الإلكترونية المقربة من الحكومة، والآخر من معسكر المالكي المناوئ.
اقــرأ أيضاً
من جهتها، قالت عضو البرلمان العراقي حنان الفتلاوي، إنها من أكثر السياسيين الذين يتعرضون للمهاجمة من قبل الجيوش الإلكترونية، مضيفة خلال مقابلة متلفزة "لا يمر أسبوع إلا وأتعرض لهجمة". وأشارت إلى وجود جهات "تقوم بتزوير كتب ووثائق وفبركة فيديوهات وعرضها بحقي"، لافتة إلى أن هذه الهجمات مستمرة على مواقع التواصل الاجتماعي.
لكن عضو البرلمان العراقي عن "التيار المدني" فائق الشيخ علي، اتهم الفتلاوي بالإشراف على جيوش إلكترونية تكيل التهم والشتائم للآخرين، قائلاً في تغريدة على موقع "تويتر": "كل مشاكل العراق سببها هذه اللصة وائتلافها وسيدها"، في إشارة إلى المالكي الذي دخلت حنان الفتلاوي البرلمان بدورته الحالية عبر ائتلافه "دولة القانون".
وفي السياق، أكد مصدر حكومي عراقي مطلع لـ"العربي الجديد" أن المالكي يشرف على عشرات الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، الممولة من قبله، موضحاً أن هذه الصفحات تهدف إلى مهاجمة بحكومة العبادي وإضعافها تمهيداً لحصول المالكي على أصوات تؤهله للعودة إلى كرسي رئاسة الوزراء بعد اجتيازه الانتخابات المقبلة.
وأضاف المصدر أن "المالكي منذ أن كان رئيساً للوزراء قام بتجنيد فريق من الإعلاميين والمحللين السياسيين والناشطين ليكونوا عينه ولسانه في مواقع التواصل الاجتماعي"، لافتاً إلى أن رئيس ائتلاف "دولة القانون" أنشأ مراكز بحثية وهمية في عهده لتكون غطاء لهؤلاء. وتابع "يتقاضى العاملون في الجيوش الإلكترونية للمالكي رواتب شهرية تتراوح بين 100 وألف دولار"، مؤكداً أن المالكي يستعين ببعض النواب في تمويل جيوشه.
من جهته، انتقد عضو البرلمان العراقي شعلان الكريم، استعانة بعض الشخصيات السياسية بالجيوش الإلكترونية من أجل مهاجمة وإسقاط خصومهم مع قرب موعد إجراء الانتخابات، موضحاً في تصريح صحافي أن الحرب الكلامية بين السياسيين بدأت مبكراً بالتزامن مع التحضير للانتخابات. وأشار إلى أن السياسيين بدأوا بعمليات إسقاط سياسي مع بعضهم مستخدمين جيوشاً إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل إثبات وجودهم على حساب تحطيم شخصيات أخرى، معتبراً أن استخدام مثل هذه الأساليب يتنافى مع الأخلاق السياسية الصحيحة.
وأوضح الكريم أن مثل هذه التصرفات تشير إلى ضعف القادة والسياسيين الذين يتراشقون في ما بينهم بالحرب الكلامية الإلكترونية من أجل الحصول على أكبر عدد من الأصوات، مشيراً إلى أن "المواطن العراقي أدرك موقف تلك الشخصيات وما قدّمته خلال المرحلة الماضية وما تسعى اليه مستقبلاً".
أحد الإعلاميين الذي يدير صفحة "فيسبوك" لسياسي عراقي، قال لـ"العربي الجديد" إنه غير راضٍ عن عمله الذي يتخلله الكثير من حالات الكذب والمهاجمة والتشهير، موضحاً أنه دخل هذا المجال ليحصل على مرتب قدره 700 دولار لسد حاجة عائلته. وأضاف "قضيت ثلاث سنوات من دون عمل بعد إغلاق الصحيفة التي كنت أعمل فيها، ما اضطرني للعمل كمسؤول لصفحة سياسي"، قائلاً إنه دخل حرب الجيوش الإلكترونية من حيث لا يعلم.
وأشار إلى وجود عدد كبير من الشباب الذين يعملون في هذا المجال، موضحاً أن "نسبة قليلة منهم هي التي تعمل فيه بسبب الحاجة وأنا منهم". ولفت إلى أن عدوى الإسقاط انتقلت من السياسيين إلى مديري صفحاتهم، مشيراً إلى أن الأيام الأخيرة شهدت معركة كلامية حادة بين إعلاميين معروفين، أحدهما متهم بأنه من الجيوش الإلكترونية المقربة من الحكومة، والآخر من معسكر المالكي المناوئ.