شن سلاح الجو التركي، يوم أمس، هجمات على مواقع حزب الحياة الحرة (الجناح الإيراني للعمال الكردستاني) في محافظة السليمانية على بعد 180 كلم من الحدود العراقية التركية، وذلك بعد أيام من اشتباكات وقعت بين الأخير والقوات الأمنية الإيرانية، بينما تشير التسريبات إلى استمرار المباحثات التركية الإيرانية فيما يخص شن عمليتين متزامنتين ضد العمال الكردستاني في كل من شمال العراق والرقة السورية.
وعلى عكس عادتها، قامت المقاتلات التركية، يوم أمس، ولأول مرة، بشن ثلاث غارات عنيفة على معاقل العمال الكردستاني على الحدود الإيرانية العراقية في ريف محافظة السليمانية، جنوب جبال قندل، بالقرب من منطقة دخول نهر الزاب إلى الأراضي العراقية، حيث تتواجد معاقل ومعسكرات للعمال الكردستاني وجناحه الإيراني.
واستهدفت الغارات معسكر الكردستاني المتواجد في منطقة شار التابعة لمحافظة السليمانية الخاضعة لسيطرة حزب الطالباني، وذلك بينما كثفت القوات الأمنية التركية من توغلاتها في شمال العراق في الفترة الأخيرة، ضد معاقل الكردستاني بالقرب من الحدود العراقية التركية.
وبحسب صحيفة يني شفق التركية الموالية للحكومة التركية، تستمر المشاورات بين كل من طهران وأنقرة، لشن عملية مشتركة على مناطق سيطرة العمال الكردستاني في كل من شمال العراق ومنطقة سنجار التابعة لمحافظة نينوى العراقية، وكذلك على مدينة الرقة التي تمكن الجناح السوري للعمال الكردستاني من السيطرة عليها بدعم من التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش".
وبحسب الصحيفة، تطالب تركيا طهران بإمساك الحدود المشتركة مع العراق أثناء القيام بالعملية التركية وتقديم الدعم، بينما تود طهران الحصول على دعم تركيا في العملية ضد الرقة.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد أكد في وقت سابق، أن القيام بعمليات عسكرية من الطرف العراقي ضد العمال الكردستاني ليس على أجندة بغداد حاليا، لأن الأولوية لا زالت لضرب "داعش"، ولكنه شدد على أن هذا لن يمنع أنقرة من القيام بعمليات ضد العمال الكردستاني في الأراضي العراقية.
من جانبه، أكد مستشار الشؤون الدولية للمرشد الإيراني، علي أكبر ولايتي، قبل أيام، أن قوات الحكومة السورية سوف تتقدم قريبا لتحرير مدينة الرقة التي انتزعت قوات تدعمها الولايات المتحدة السيطرة عليها من تنظيم "داعش"، الشهر الماضي.
واتهم علي أكبر ولايتي الولايات المتحدة بالسعي لتقسيم سورية إلى قسمين، بنشر قوات أميركية إلى الشرق من نهر الفرات.
وشهدت العلاقات التركية الإيرانية تقاربا كبيرا خلال الفترة السابقة، بالذات بعد إصرار إدارة إقليم كردستان العراق على إجراء استفتاء الانفصال عن العراق، الأمر الذي بدا واضحا، بوقف أنقرة لدعمها لرئيس الإقليم السابق، مسعود البارزاني، مما أتاح للقوات العراقية وقوات الحشد الشعبي الموالية لإيران بالتقدم والاستيلاء على معظم الأراضي المتنازع عليها.