ووصف المستشار السياسي للسراج الطاهر السني اللقاء مع ترامب أمس بأنه "مثمر".
وخلال تغريدة للسني على حسابه على تويتر، قال إن ترامب أبدى تفهما كاملا لدور السراج وحكومة الوفاق، مشددا على دعم واشنطن للاتفاق السياسي كحل وحيد للأزمة الليبية حتى الوصول إلى مرحلة الانتخابات.
ونقل عن المسؤولين الأميركيين تعهدهم باستمرار التعاون الاستراتيجي، سيما في مكافحة الإرهاب حتى تحقيق الاستقرار في البلاد.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد استقبل السراج مساء أمس الجمعة في البيت الأبيض عقب لقاء جمع الأخير بوزير الخارجية ريكس تيلرسون، إلا أن ترامب ألغى مؤتمراً صحفياً كان من المزمع عقده مع رئيس المجلس الرئاسي لأسباب غير معلومة.
لكن تعليق السني حمل عدة رسائل تتعلق بالوضع السياسي الموازي لتعثر الجهود الأممية الرامية لحل الأزمة في البلاد، سيما مع اقتراب انتهاء مدة الاتفاق السياسي في ديسمبر/كانون الأول وتهديدات اللواء خليفة حفتر بحسم عسكري نهاية هذا العام.
الزيارة التي قالت مصادر صحفية أميركية إنها جاءت بطلب من السراج، يبدو أنها جاءت كسعي منه لتوضيح مستجدات الأوضاع في البلاد، وإمكانية دخولها في فوضى مسلحة جديدة، وبالرغم من صدور بيان توضيحي رسمي من قبل البيت الأبيض، إلا أن تعليق السني لا يبدو أنه يغرد بعيدا عما جرى في كواليس اللقاء.
ودون أن يوضح السني تفاصيل حول اعتباره اللقاء بـ"المثمر"، إلا أنه أشار بشكل واضح لتأكيد الولايات المتحدة على رفضها لأي حل عسكري للأزمة في البلاد، وأن الطريق الوحيد يتمثل في المضي في تنفيذ الاتفاق السياسي، مما يعني نجاح السراج في الحد من طموحات حفتر العسكرية، التي اقترب موعدها بحسب المهلة التي حددها في يونيو/حزيران السابق، والتي تنتهي في ديسمبر.
كما يعني التأكيد الأميركي على ضرورة الحل من خلال الاتفاق السياسي رغبة واشنطن في تمديد وجود الاتفاق وعدم انتهاء مدته في ديسمبر، بحسب إعلانات أطراف ليبية ومنها حفتر ومجلس النواب.
ويتضح التأكيد على الرغبة الأميركية من خلال إشارة السني بالقول "دعم الاتفاق السياسي كحل وحيد للأزمة إلى حين مرحلة الانتخابات"، وهي المرحلة التي قررت الخطة الأممية أنها ستجرى في سبتمبر من العام المقبل.
تأكيد السني على رغبة الولايات المتحدة في استمرار التعاون الاستراتيجي في مكافحة الإرهاب ربما يعكس استثمار هذا الملف من قبل السراج في حشد الدعم له داخل دوائر القرار الرسمي الأميركي، والتأكيد على أنه الشريك الأهم بالنسبة لها في مكافحة خطر تنظيمات إرهابية كداعش، التي لا يزال خطرها ماثلا في ليبيا.