تجدّدت، صباح اليوم الخميس، التظاهرات والاحتجاجات الغاضبة في عدد كبير من مدن إقليم كردستان العراق، لليوم الرابع على التوالي، بينما استخدم الأمن الكردي الغاز المسيّل للدموع لتفريق المتظاهرين.
وقال مصدر محلي في السليمانية، لـ"العربي الجديد"، إنّ "التظاهرات تجددت صباحاً في عدد من مناطق السليمانية ورانية وكفري وبنجوين، وغيرها من المناطق".
وأوضح المصدر أنّ "أعداد المتظاهرين بالآلاف وهم في حالة تزايد"، مبيناً أنّ قوات الأمن الكردي تنتشر حول المتظاهرين واستخدمت الغاز المسيّل للدموع لتفريقهم في بلدات رانية وكفري وكلار".
وأكّد أنّ "حركة الاحتجاجات خطيرة للغاية، وأنّ الصدام مع الأمن الكردي أمر غير مستبعد".
وتحاول حكومة كردستان السيطرة على موقف التظاهرات، الآخذ بالتصعيد بشكل خطير ويهدد بقاء الحكومة. وقال النائب عن الحزب "الديمقراطي الكردستاني"، إسلام حسين، إنّ "حكومة كردستان تسعى لعقد اجتماع عاجل خلال الساعات المقبلة، مع الأحزاب الرئيسة في الإقليم، لأجل إنهاء الخلافات ووضع خارطة طريق متفق عليها بين الجميع".
واتهم حسين الأحزاب السياسية بـ"استغلال التظاهرات لنشر الفوضى في إقليم كردستان لتقويض الاستقرار الأمني والاجتماعي في الإقليم"، مشيراً إلى أنّ "الخطوة المقبلة ستكون مفاتحة بغداد رغم امتناعها عن الاستجابة لإنهاء الأزمة معها، لأجل توفير رواتب الموظفين بصيغة الاتفاق السياسي".
وتثير أحداث كردستان المتصاعدة، قلقا أممياً من مغبة تطورها، وخروجها عن السيطرة، وقالت بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي) في بيان صحافي، إنّ "من حق الشعب المشاركة في التظاهرات السلمية"، داعية سلطات الإقليم إلى "التحلي بمسؤولية حماية المواطنين والمتظاهرين السلميين".
كما دعت قوات الأمن الكردي، إلى "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس في التعامل مع المتظاهرين"، داعية المتظاهرين إلى "تجنب أي أعمال عنف، بما في ذلك تدمير الممتلكات العامة".
وأسفرت موجة التظاهرات والاحتجاجات الغاضبة في كردستان، عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، من المتظاهرين بعد صدامات مع القوات الأمنية، بينما أحرق المتظاهرون عدداً من المباني والدوائر الحكومية.
وتدخلت التظاهرات في محافظة السليمانية في إقليم كردستان يومها الرابع على التوالي، وسط توقعات باستمرارها وعجز حكومة كردستان عن السيطرة عليها.