وكشف موقع صحيفة "معاريف"، صباح اليوم، النقاب عن أن نتنياهو قرر مكافأة دول في أفريقيا وآسيا وأوروبا الشرقية والمحيط الهادي، بسبب وقوفها مع إسرائيل خلال التصويت على القرار الأخير في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، سواء بالاعتراض على القرار، أو من خلال الامتناع عن التصويت.
ونوهت الصحيفة إلى أن الدعم الذي من المقرر أن يقدمه الصندوق لهذه الدول يشمل مساعدات لتطوير الزراعة وتحلية المياه والسايبر والتقنيات المتقدمة، وجملة من المجالات التي يُنظر إلى إسرائيل على أنها رائدة فيها.
وأشارت الصحيفة إلى أن وزارة الخارجية في تل أبيب ستكون المسؤولة عن إدارة الصندوق الجديد، منوهة إلى أن تمويل المشروع سيكون ضمن الموازنة العامة للوزارة الذي سيتم اعتماده بعد عام.
وحسب معاريف، فإن نتنياهو معني بأن يتم تضمين موازنة عام 2019 مخصصات لتدشين المشروع. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين كبار في الخارجية الإسرائيلية قولهم إن المخصصات المالية التي سيتم رصدها لتدشين المشروع ستكون صغيرة، مقارنة بحجم الفائدة السياسية الكبيرة التي يمكن جنيها منه.
وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو ينطلق من افتراض مفاده أنه في حال قامت إسرائيل بالاستثمار في تطوير العلاقات مع دول في أفريقيا وأميركا اللاتينية وأوروبا الشرقية وآسيا، فإن فرص حدوث تحوّل إيجابي على مكانة إسرائيل الدولية سيكون كبيرا.
ونوهت إلى ما قاله نتنياهو مؤخراً من أن جميع الدول التي صوتت ضد مشروع القرار المناهض لاعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، هي دول إما قام نتنياهو شخصيا بزيارتها، أو أن إسرائيل تعكف على تقديم مساعدات لها في مجالات متعددة.
ويذكر أن نتنياهو قام، خلال العامين الماضيين، بخمس جولات في القارة السوداء وأميركا اللاتينية وأوروبا الشرقية، بهدف تحسين العلاقات معها لدرجة تسمح باصطفافها إلى جانب تل أبيب عند التصويت على مشاريع القرار في المحافل الدولية المتعلقة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وإلى جانب الاستعدادات التي تجرى لتدشين الصندوق، فإن إسرائيل تواصل جهودها للتوصل إلى اتفاقات تعاون اقتصادي مع العديد من الدول في أفريقيا وأميركا اللاتينية وأوروبا الشرقية، بهدف ضمان توسيع دائرة التأييد لها في المحافل الدولية.
ووقّعت إسرائيل، قبل أسبوعين، على اتفاق تعاون تجاري مع كينيا، وهي آخر دولة أفريقية توافق على تدشين سفارة إسرائيلية في عاصمتها. وحسب ما كشفته مجلة "الدفاع الإسرائيلي" فإن الاتفاق التجاري الثنائي سينظم أنشطة شركات الصناعات العسكرية الإسرائيلية في هذه الدولة.
وإلى جانب الحرص على تحسين مكانتها الدولية، فإن إسرائيل تسعى، من خلال تعزيز علاقتها بأكبر عدد من الدول في أفريقيا وأميركا اللاتينية، إلى تجفيف البيئة التي تعمل فيها الدبلوماسية الإيرانية في هاتين القارتين.
وفي تقرير نشرته مؤخرا صحيفة "يسرائيل هيوم"، المقربة من ديوان نتنياهو، قال الصحافي جدعون ألون إن الانفتاح الإسرائيلي على أفريقيا وأميركا اللاتينية، يهدف إلى وضع عراقيل أمام جهود إيران الهادفة إلى اختراق هذه الدول.
وأوضح ألون أن نتنياهو حرص، خلال جولته الأخيرة في أميركا اللاتينية، إلى إقناع قادة الدول التي شملتها الجولة، لا سيما الأرجنتين، بتقليص قدرة طهران على التسلل إلى المنطقة.