تتواصل الاشتباكات العنيفة بين مسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) والموالين للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، قرب الحي السياسي، في العاصمة صنعاء، فيما نفى الحوثيون أنباء تحدثت عن وساطة عُمانية مع صالح.
وأعلن الحوثيون أن قائداً بارزاً في القوات الموالية لعلي عبدالله صالح، سلم نفسه للجماعة، فيما جددت طائرات التحالف غاراتها الجوية في العاصمة صنعاء.
ونقلت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين، عن مصدر أمني، أن القيادي في ما وصفته بـ"مليشيا الخيانة"، في منطقة سنحان، مهدي مقولة، سلم نفسه لـ"الأجهزة الأمنية" (التابعة للجماعة). ويعد مقولة من القيادات العسكرية البارزة الموالية لصالح، وشغل سابقاً منصب قائد للمنطقة العسكرية الرابعة، ولم يصدر عن حزب صالح تأكيد أو نفي فوري، لخبر اعتقاله.
في الأثناء، جددت مقاتلات التحالف الذي تقوده السعودية غاراتها على أهداف متفرقة في صنعاء، إذ قصفت مطار صنعاء الدولي، ومعسكر الدفاع الجوي الواقع في مديرية بني الحارث، كما شنت قصفًا قرب معسكر الفرقة الأولى مدرع، الواقع تحت سيطرة الحوثيين.
وأكد سكان لـ"العربي الجديد" اشتداد المواجهات، مساء اليوم الأحد، قرب "الحي السياسي" و"شارع الجزائر" حيث يقع منزل طارق صالح، نجل شقيق صالح، وتستخدم في الاشتباكات مختلف الأسلحة، بما فيها الثقيلة.
وفي المقابل، نفى مصدر في مكتب الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، سيطرة الحوثيين، على منزله في صنعاء، لكنه أكد سيطرتهم على منازل ومعسكر يتبع له جنوب العاصمة صنعاء، وتحدث عن قيامهم بسحب المقاتلين من جبهات المواجهات مع التحالف نحو العاصمة.
ونقل موقع "المؤتمر نت"، التابع للحزب، تصريحاً منسوباً لمصدر مسؤول في مكتب صالح، أنه لا صحة لسيطرة "أنصار الله" على منزله في منطقة الثنية القريب من شارع حدة، وأنه تم "الاعتداء" على مسكنين قديمين له. وأشار إلى أن الحوثيين يواصلون إطلاق النار، على منزله في الثنية، ومنزل نجل شقيقه، طارق صالح، في شارع الجزائر.
كذلك اعترف المصدر بسيطرة الحوثيين على أحد المعسكرات التي كانت تابعة لصالح، في منطقة سنحان جنوب صنعاء، موضحاً أنهم استولوا "على قناة اليمن اليوم، ومسكن توفيق صالح، وعلى معسكر الحراسة الخاصة، ونهبوه بمحتوياته، وهو معسكر تدريبي يعرف باسم معسكر الشهيد الملصي، وهاجموا قريته (بيت الأحمر)".
وجاء التصريح، فيما تتواصل الاشتباكات في منطقة حدة وقرب الحي السياسي، التي حقق الحوثيون خلالها، في الـ24 ساعة الماضية، تقدماً بعد امتصاص "الصدمة"، وأعلنوا استعادة العديد من المواقع التي فقدوها في وقت سابق.
وسيطرت الجماعة على قناة "اليمن اليوم"، التابعة لحزب صالح، وحجبت المواقع التابعة له على الإنترنت، وأجبرت القناةَ اليوم على بث بيان ضد الحزب.
في غضون ذلك، نفى المتحدث الرسمي للحوثيين، محمد عبدالسلام، أنباء تحدثت عن وساطة عُمانية مع صالح لتأمين خروجه من صنعاء.
وقال عبدالسلام، في تغريدة على حسابه الشخصي بموقع "تويتر": "لَم نبلغ بأي وساطة من طرف الإخوة العُمانيين بخصوص ما يجري في صنعاء من فتنة أشعلتها مليشيات الخيانة".
وفي تغريدة أخرى، اتهم عبدالسلام قوات التحالف، بمساندة الموالين لصالح. وغرد: "الطيران يقصف صنعاء ويستهدف تلك المواقع والمخابئ التي كانت قد تمركزت فيها ميليشيات الخيانة وتم إبعادها منها"، في إشارة للموالين لصالح.
من جانب آخر، أعرب السفير الأميركي لدى اليمن، ماثيو تولر، عن قلق بلاده حيال المواجهات في صنعاء، قائلًا، في بيان نشره اليوم موقع السفارة الأميركية، ونقلته "الأناضول"، إن "الولايات المتحدة قلقة بشأن المواجهات في صنعاء وآثارها على الجرحى المدنيين ودمار العاصمة".
وحث تولر جميع الأطراف على التهدئة. وقال إن واشنطن "ترحب بالبيانات التي أصدرتها الأطراف المختلفة بشأن السعي إلى حل سلمي، إذ إن العنف في صنعاء والأزمة الإنسانية الحادة تبرز الحاجة إلى الوقف الفوري للاقتتال، وتقديم التنازلات من قِبَلِ جميع الأطراف".