وثيقة أميركية إسرائيلية لمواجهة إيران: أنشطة سرّية ودبلوماسية تستهدف النووي وحزب الله
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن كلا من إسرائيل والولايات المتحدة تُجريان مباحثات مكثفة، بهدف التوصل إلى استراتيجية مشتركة لمواجهة إيران، وسط معلومات أولية عن توقيع وثيقة مشتركة حول هذه الاستراتيجية، التي تتضمن أنشطة سرّية ودبلوماسية لمواجهة مشروع إيران النووي وصواريخها الباليسيتة، إضافة إلى مواجهة حزب الله في سورية، وفقاً للتسريبات.
وفي الوقت الذي ذكرت فيه صحيفة "هآرتس" أن الطرفين سيواصلان، خلال الأسابيع المقبلة، المباحثات بشأن الاستراتيجية، فإن قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة أكدت أن الطرفين أنجزا بالفعل صياغة الاستراتيجية، ووقّعا على وثيقة تشمل بنودها العامة.
وبحسب "هآرتس"، فقد بحث وفد أمني إسرائيلي، خلال الشهر الجاري في واشنطن، إمكانية صياغة استراتيجية مشتركة لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة.
وفي تقرير نشره موقعها الليلة، أشار مراسل الصحيفة في واشنطن، أمير تيفون، إلى أن الوفد الإسرائيلي الذي رأسه مئير بن شابات، مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بحث مع مسؤولين أميركيين كبار في البيت الأبيض الخطوط العامة للاستراتيجية المشتركة.
ونقل تيفون عن مسؤول أميركي كبير قوله إن المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين بحثوا، بشكل عام، الاستراتيجية الشاملة التي بلورها الرئيس دونالد ترامب لمواجهة إيران، مستدركا أن اللقاء مثّل "حلقة من سلسلة من اللقاءات التي ستتواصل خلال الأسابيع القادمة، من أجل الاتفاق على تصوّر مشترك لمواجهة إيران".
وحسب الصحيفة، فإن إسرائيل ترى في هذه الاتصالات تطورا مهما، على اعتبار أن ترامب سيكون مطالبا، خلال شهر يناير/كانون الثاني المقبل، باتخاذ قرار بشأن مستقبل العقوبات الأميركية على إيران، مشيرة إلى أنه في حال أقدمت الولايات المتحدة على فرض عقوبات جديدة على إيران، فإن هذه الخطوة يمكن أن تفضي إلى انهيار الاتفاق الذي توصلت إليه إيران مع الدول العظمى، وضمنها الولايات المتحدة، قبل عامين، بشأن مستقبل برنامجها النووي.
وأشارت "هآرتس" إلى أن ترامب أعلن، خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أن إيران خرقت الاتفاق النووي عدة مرات، وأنه لن يلتزم مجددا بهذا الاتفاق، مشيرة إلى أن الرئيس الأميركي اتهم، في حينه، سلفه باراك أوباما بأنه أقدم على رفع العقوبات عن إيران "قبل وقت قليل جدا من انهيار نظام الحكم في طهران".
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان حقيقة أن ترامب وصف الاتفاق بأنه "أكثر الاتفاقات سوءا التي تُوقّع عليها الولايات المتحدة"، منوهة إلى أن نتنياهو امتدح الموقف الأميركي الجديد، مشيرا إلى أنه يفتح الطريق أمام إعادة إصلاح الخطأ الذي ارتكبته الإدارة السابقة.
من جانبها، ذكرت قناة التلفزة العاشرة أن كلا من واشنطن وتل أبيب وقّعتا بالفعل على وثيقة تتضمن الاستراتيجية المشتركة لمواجهة إيران، منوهة إلى أن الوثيقة تحمل توقيع كل من بن شابات ومستشار الأمن القومي الأميركي، الجنرال هرب مكماستر.
وفي تقرير بثته أمس، نوهت القناة إلى أن ممثلين عن الأجهزة الاستخبارية الأميركية والإسرائيلية شاركوا في صياغة الوثيقة. وأوضحت القناة أن المباحثات التي استمرت يومين انتهت بالتوقيع على الوثيقة، التي هدفت إلى ترجمة خطاب ترامب بشأن إيران إلى خطوات عملية، وضمن ذلك تحديد أهداف استراتيجية مشتركة لتحقيقها، والاتفاق على آليات التحرك اللازمة لذلك.
ونوهت القناة إلى أنه تقرر تشكيل أطقم عمل مشتركة لمعالجة عدة قضايا، ضمنها: البرنامج النووي الإيراني، منظومة الصواريخ الباليستية لطهران، وتعاظم النفوذ الإيراني في سورية.
وأشارت القناة إلى أن كلا من واشنطن وتل أبيب اتفقتا على أنشطة سرية ودبلوماسية، بهدف إحباط المشروع النووي الإيراني، إلى جانب الاستعداد لمواجهة تصعيد ضد كل من إيران وحزب الله.
ونقلت القناة عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن تل أبيب تشعر برضا عميق عن التفاهمات الأخيرة، لا سيما تأكيد الإدارة الأميركية التزامها بمواجهة البرنامج النووي الإيراني.
ويذكر أن نائب رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي السابق، يائير جولان، كشف، في كلمة ألقاها أول من أمس أمام مؤتمر نظّمه "مركز القدس للدراسات الاستراتيجية"، أن قيادة الجيش الإسرائيلي تختلف مع نتنياهو في كل ما يتعلق بالموقف من الاتفاق النووي مع طهران.
وأكد جولان أن جميع قادة المؤسسة الأمنية في إسرائيل يرون ضرورة منح فرصة لتنفيذ هذا الاتفاق، على اعتبار أن شروط الاتفاق تمنع طهران من الحصول على السلاح النووي.
وطالب بأن تواصل إسرائيل التحرك من أجل ضمان تطبيق القيود التي فرضها الاتفاق على المنشآت النووية الإيرانية، مشددا على ضرورة أن يواصل نظام الرقابة الدولي على هذه المنشآت عمله بالصرامة الحالية.