واستمرت القوات الأمنية التركية بحملة الاعتقالات، إذ أوقفت، اليوم الأحد، خمسة عناصر من تنظيم "داعش" الإرهابي يحملون جنسيات أجنبية، كانوا يعتزمون شن هجمات على احتفالات رأس السنة الميلادية، في العاصمة التركية.
وذكرت مصادر أمنية لوكالة "الأناضول" أن طواقم شعبة الاستخبارات ومكافحة الإرهاب تابعت خمسة مشتبهين دخلوا تركيا بطريقة غير قانونية، أحدهم شيشاني والآخر عراقي وثلاثة سوريين، وتبين أنهم يعتزمون تنفيذ هجمات تستهدف احتفالات رأس السنة.
وأشارت المصادر إلى أن قوات الأمن داهمت منزلين في العاصمة، وألقت القبض على المشتبه بهم الخمسة، بعد أن صادرت العديد من الهويات وجوازات السفر المزورة ووثائق كانت بحوزتهم.
كذلك أوقف الأمن التركي، مساء أمس السبت، خمسة مشتبهين بارتباطهم بتنظيمات إرهابية في ولاية بورصة شمال غربي البلاد، بعد مداهمة، في إطار التدابير الاحترازية قبيل حلول رأس السنة الميلادية.
ويقول المحلل السياسي التركي، يوسف كاتب أوغلو، إن التدابير الأمنية التركية تأتي اليوم كي لا يتكرر سيناريو العام الماضي، وقت ضرب الإرهاب نادياً ليلياً في منطقة "أورطة كوي"، ما أدى إلى مقتل 39 شخصاً وإصابة نحو 65 آخرين.
وأشار كاتب أوغلو، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أن تركيا ما زالت في حالة الطوارئ، ما يفرض اتخاذ كل التدابير لحماية السكان والسياح من أي استهداف.
وحول دور التعاون الروسي في كشف خلايا إرهابية خلال اليومين الفائتين، يضيف كاتب أوغلو، "التعاون بين أنقرة وموسكو على أعلى المستويات، وروسيا تدلي بمعلومات مهمة حول الكيان الموازي و"داعش"، ولكن في الآن نفسه لا يسمح لأي دولة، بما فيها روسيا، أن تتدخل بالشأن الداخلي التركي".
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أكد أمس خلال رسالة أرسلها إلى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بمناسبة أعياد رأس السنة، أنّ بلاده استطاعت منع انتشار المنظمات الإرهابية في المنطقة، وذلك من خلال التعاون المكثف مع تركيا في هذا الخصوص. وأوضح بوتين أنّ العلاقات التركية الروسية لم تكتفِ بالعودة الكاملة إلى طبيعتها، بل تطوّرت بسرعة أكبر في العديد من المجالات.
وتكثف السلطات التركية اليوم من الحضور الأمني لتأمين الأعياد ومنع تكرار العمليات الإرهابية التي ضربت تركيا العام الفائت، وكشفت مصادر أمنية تركية حصولها على معلومات تفيد باستعداد مشتبهين لتنفيذ عمليات خلال رأس السنة، ما زاد من توسيع العمليات الأمنية في ولايات تركية عدة، في مقدمتها إسطنبول وأنقرة وبورصة.
وكانت القوات الأمنية التركية قد اعتقلت 46 شخصاً، معظمهم أجانب، في إسطنبول أول من أمس، و38 شخصاً مشتبهاً بهم في ولاية بورصة، وجرى توقيف 29 آخرين في العاصمة أنقرة.
وتؤكد مصادر أمنية تركية أن 37 ألف عنصر أمن مزودين بـ 117 عربة مدرعة موزعين على 135 نقطة، انتشروا اليوم في إسطنبول، لتأمين الاحتفالات بهذه المناسبة.
كذلك اتخذت مديرية أمن إسطنبول تدابير أمنية وأخرى للمرور، في الأماكن التي ستُقام فيها الاحتفالات برأس السنة، والميادين الكبرى، والأماكن التاريخية والسياحية، وأماكن العبادة والكنائس، ومراكز التسوق والمطارات ومحطات النقل العام.