وشهدت مدينة النجف، اليوم الأربعاء، إغلاقاً تاماً لعدد من شوارعها الرئيسة، وإجراءات أمنية مشددة بعد وصول عشرات الجثث لعناصر مليشيات "الحشد الشعبي" الذين قتلوا في الموصل خلال الأيام القليلة الماضية.
ووفقاً لمسؤولين عراقيين فقد بلغ عدد الجثامين التي وصلت للمدينة وتم تشييعها، 23 جثماناً منذ مساء أمس، من بينها لثلاثة مقاتلين قتلوا في سورية، وسط امتعاض من غياب المسؤولين عن حملات التجنيد، والذين أغروا الشبان القتلى بالانضمام إلى المليشيات، أو المسؤولين المحليين في المدينة.
وأكد مسؤول بإدارة المقامات الدينية في النجف لـ"العربي الجديد"، "وجود ضغوط على الحكومة بعدم إرسال الجثث مرة واحدة بشكل جماعي، وإرسالها متفرقة وبسرعة، لمنع أي رسائل سلبية تؤثر على المعنويات بمعركة العراقيين ضد داعش"، وفقاً لقوله.
ويُشيع أغلب قتلى المليشيات من محافظات البلاد الجنوبية، إلى مقبرة النجف حيث يوجد مكان مخصص يعرف باسم "مقبرة شهداء الحشد".
ويشكو ذوو عناصر المليشيات القتلى في المعارك بالعراق أو سورية، من تأخّر الحكومة في دفع مرتباتهم الشهرية، ومن قلة رعاية ذويهم، وهو ما بات مؤخراً شعاراً لبعض السياسيين الذين بدأوا بشكل مبكر حملتهم للانتخابات المزمع إجراؤها في سبتمبر/ أيلول المقبل، والخاصة باختيار حكومات المحافظات المحلية الخمس عشرة في العراق.
وكشف ضابط في قيادة عمليات نينوى فضل عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، عن أنّ "ثلاثين عنصراً من مليشيات الحشد الشعبي، قتلوا بهجوم لتنظيم داعش في منطقة القبة شرق مدينة تلعفر غربي الموصل".
وكان قائد "مليشيا بدر" هادي العامري، قد أعلن في تصريحات صحافية، أمس الثلاثاء، أنّ "قطعات الحشد الشعبي تتعرّض بشكل مستمر لهجمات ينفذها عناصر تنظيم داعش في مناطق غرب الموصل".
وقال العامري إنّ "تنظيم داعش نفّذ العديد من الهجمات الانتحارية، لاستهداف قوات الحشد قرب مدينة تلعفر"، دون أن يفصح عن حجم الخسائر في صفوف قواته.
وتأتي هجمات تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، في الوقت الذي أعلنت فيه مليشيات "الحشد الشعبي" إتمامها الاستعدادات العسكرية، لبدء الهجوم على الجانب الغربي لمدينة الموصل.
وقال المتحدث باسم مليشيا "الحشد الشعبي" أحمد الأسدي، في بيان، اليوم الأربعاء، إنّ "الحشد استكمل استعداداته للمشاركة في تحرير الجانب الأيمن من الموصل"، مؤكداً أنّ مشاركته ستكون "أساسية" في المعركة المقبلة.
وبحسب مصادر أمنية وأخرى محلية في مدينة الموصل،تحدثت لـ"العربي الجديد"، فقد شهدت مناطق شرق وغرب المدينة، انتشاراً مكثّفاً لعناصر مليشيات "الحشد الشعبي"، بعد أيام من انتهاء المعارك، وسيطرة القوات الحكومية العراقية على الجانب الشرقي للمدينة.
وأعرب سكان محليون في مدينة الموصل، لـ"العربي الجديد"، عن استيائهم من ظهور مليشيات "الحشد الشعبي" في المناطق المحررة في شرق مدينة الموصل، وقيامهم برفع رايات طائفية بعد انتهاء المعارك، واصفين ذلك بأنّه "استفزاز للسكان، وسرقة لجهود القوات الأمنية العراقية في السيطرة على الجانب الشرقي لمدينة الموصل بعد ثلاثة شهور من القتال".