يبدو أن العاصمة الليبية طرابلس مقبلة على مشهد جديد من التصعيد العسكري والأمني، بعد تعرض موكب قادة الوفاق لإطلاق نار، ظهر اليوم الاثنين، وبالرغم من عدم إعلان أي جهة في طرابلس تبينها للحادث، إلا أن تعرض الموكب لإطلاق النار بالقرب من مقر حكومة الإنقاذ المناوئة لحكومة الوفاق يشير إلى تورطها في الحادث.
ولمّح بيان رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج والمكتب الإعلامي لمكتب رئيس المجلس الأعلى للدولة عبد الرحمن السويحلي، إلى اتهام حكومة "الإنقاذ" بالوقوف وراء الحادث، فقد أشار كلا البيانين لتعرض موكبهما لإطلاق النار بالقرب من "القصور الرئاسية" التي تتخذها حكومة الإنقاذ مقرا لها.
وبحسب مصادر "العربي الجديد"، فإن السراج عقد اجتماعاً أمنياً على مستوى عال بمشاركة رئيس المجلس الأعلى عبد الرحمن السويحلي، ورئيس الحرس الرئاسي نجمي الناكوع، إثر نجاة موكبهما من الحادث.
وقال المصدر إن "الاجتماع أسفر عن جملة من الإجراءات العاجلة التي ستشهدها طرابلس قريباً، تحت مظلة جهاز الحرس الرئاسي، بالتنسيق مع وزارات الداخلية والدفاع بالحكومة". ولفت إلى أنّه "ستنشر وزارة الداخلية قواتها من جهاز الشرطة والتدخل السريع، وسيتم تفعيل مراكز الشرطة ضمن خطة أطلق عليها مسمى المجاهرة بالأمن". ولكنه أشار إلى أن "المواجهة المسلّحة مع كتائب حكومة الإنقاذ سيتم إرجاؤها إلى حين وصول نتائج الاتصالات الكثيفة التي تجري حالياً مع مجالس مصراته والزاوية وزليتن وغريان العسكرية، التي طلب منها ضرورة سحب مجموعاتها المسلّحة التي وصلت لطرابلس أخيراً للانضمام لجهاز الحرس الوطني الموالي لحكومة الإنقاذ".
ونقل المصدر أن "رئيس الحرس الرئاسي أبلغ المجتمعين بوعود قادة دول غربية بسرعة التدخل لإجبار قوات خليفة الغويل على مغادرة طرابلس". وعن تفاصيل هذه الوعود، قال المصدر إن "الناكوع الذي كان برفقة السراج خلال زيارته الأخيرة لبروكسل، تبلغ من بعض قادة قوات الأفريكوم، عزمها على تحذير الغويل من نشر الفوضى في طرابلس، مطالباً بضرورة تفعيل الحرس الرئاسي لملء الفراغ الأمني الذي تعيشه العاصمة".
وأشار المصدر إلى أن "افتتاح السراج لمقر جهاز المباحث العامة اليوم، يأتي في إطار تفعيل مؤسسات الحرس الرئاسي الأمنية"، مبيناً أن "المقر الجديد للجهاز تتوفر فيه تجهيزات كبيرة وحديثة، سيديرها عاملون وصلوا الشهر الماضي، بعد أن تلقوا دورات تخصصية في بريطانيا لاستخدامها".
صورة نشرها المكتب الإعلامي لحكومة الوفاق عقب محاولة الاغتيال |
وبحسب المصدر أيضاً، فإن "إطلاق النار على موكب السراج هو تصرف فردي من قبل إحدى المجموعات التابعة للغويل، والذي لا يسيطر على قواته بشكل فعلي، وربما كانت ردة فعل متسرعة، وغير مدروسة على مجاهرة السراج بقوته، والتي ستحد من نفوذ هذه المجموعات في طرابلس".
وأكد أن السراج يتعرض لضغوط عربية ودولية من أجل المسارعة بـ"المجاهرة بالأمن في العاصمة طرابلس، وفرض سيطرته عليها، بعد اتهامه من قبل أغلب داعميه بأنه استغل بشكل سياسي انتصارات قوات البنيان المرصوص في سرت، ليتبين إثرها أنه لا يسيطر عليها فعليا، بعد إعلان أغلبها الانضمام لحكومة الوفاق المناوئة له". كما رجّح المصدر أن "الساعات المقبلة ستشهد تسارعاً في الأحداث، من أجل إحكام السراج قبضته على المدينة، لكنه توقع عدم حدوث أي صدامات مسلحة مع قوات الغويل، التي تتعرض لضغوط هي الأخرى من أجل مغادرة طرابلس".
يبقى السؤال مرتبطا بمدى قبول الغويل بالانصياع لمطالب خروجه من العاصمة طرابلس، وقدرته الفعلية على تنفيذها، في حال قبوله، ما يجعل المشهد مفتوحا على كل السيناريوهات بما فيها الصدام المسلح.
يشار إلى أن تصريحات صلاح الدين الجمالي، المبعوث العربي إلى ليبيا، اليوم، في العاصمة التونسية، أشارت إلى المستجدات الأمنية بالعاصمة طرابلس التي وصفها بـ"المفاجآت الأمنية"، واعتبر أن الوضع "بطرابلس مقلق جدا"، وأن "انتشار المجموعات المسلحة التي تحرك آلياتها العسكرية داخل المدينة ووسطها، والتهديدات الأمنية عجّلت بانعقاد اجتماع وزراء خارجية الجوار الليبي لمناقشة جميع عناصر الأزمة الليبية".