غادر وزير الخارجية المصري، سامح شكري، القاهرة اليوم الأحد، في زيارة إلى الولايات المتحدة تستغرق يومين لتحديد موعد زيارة الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إلى واشنطن، وذلك في إطار مساع مصرية كشفها "العربي الجديد" لتبكير الزيارة لتبرمج في مطلع شهر مارس/آذار المقبل، بدلاً من شهر أبريل/نيسان.
وعزى مصدر دبلوماسي مصري رغبة عبد الفتاح السيسي في تبكير الزيارة إلى رغبته في إجراء محادثات موسعة مع ترامب عن مستقبل العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين؛ مستغلا حالة التقارب الشديد في العلاقة بينهما، والإشادات المتبادلة.
وبدأ التخطيط لزيارة السيسي، التي ستكون الأولى له منذ توليه الحكم إلى واشنطن، بعد سحب مصر مشروع قرار إدانة الاستيطان الإسرائيلي في مجلس الأمن، وعقب حديثه عن خطة الإدارة الأميركية الجديدة لنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس؛ معيداً إلى الأذهان الطريقة التي تعامل بها مع الأزمة السورية والحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) عندما تولى رئاسة مصر منذ عامين ونصف العام، والتي اتسمت بغياب الموقف الحاسم، مما أدى إلى استبعاد مصر من المحادثات الدولية والإقليمية حول الأزمة السورية.
وبدلاً من أن يعلن السيسي تأييده للخطوة التي تعهّد بها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أو معارضته لها، قال، نهاية الشهر الماضي، إن "مصر منتبهة لهذا الأمر، ولا تريد تعقيد الأمور، وإن تحقيق السلام للفلسطينيين نقطة فاصلة في المنطقة، وإنه يبلغ المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين أهمية ذلك، وإن مصر تبذل جهوداً حتى لا يزداد الأمر تعقيداً".
ولم يعبر حديث السيسي المقتضب عن أي موقف إزاء هذه الخطوة، على عكس الرفض القاطع الذي ووجهت به من قبل حكومة السلطة الفلسطينية، إلى حد مطالبتها روسيا بالتدخل لعرقلة نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وتهديدها بسحب اعترافها بدولة إسرائيل.