أظهرت استطلاعات للرأي فوز حزب "الشعب من أجل الحرية والديمقراطية" بزعامة رئيس الوزراء الهولندي، مارك روته، بمعظم المقاعد في الانتخابات البرلمانية الهولندية، يوم الأربعاء، في حين حلّت ثلاثة أحزاب، بينها حزب اليميني المتطرف خيرت فيلدرز، بالتساوي في المركز الثاني.
وأشارت هذه الاستطلاعات إلى حصول حزب روته على 31 مقعدًا من 150 مقعدًا في البرلمان، في حين حصلت الأحزاب الثلاثة التي تليه على 19 مقعدًا لكل منها.
وأدلى الهولنديون بأصواتهم في انتخابات يُنظر إليها على أنها اختبار للمشاعر المناهضة لحكم المؤسسات وللهجرة، وتأتي وسط خلاف حاد مع تركيا، وشكوك حول مستقبل الاتحاد الأوروبي.
وستشكل هذه الانتخابات اختبارًا للتيار الشعبوي في أوروبا برمّتها، قبل عمليات اقتراع مماثلة في دول أخرى بالقارّة، لا سيما بعد تصويت البريطانيين على الخروج من الاتحاد الأوروبي، وفوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية.
وفي السياق، تتوجه الأنظار إلى حزب النائب اليميني المتطرف المعادي للإسلام فيلدرز، والذي تراجع في استطلاعات الرأي الأخيرة بعد تقدّم استمر أشهرًا. وأدلى فيلدرز بصوته في مدرسة في إحدى ضواحي لاهاي أمام عدد كبير من الصحافيين. وقال "أيّا كانت نتيجة انتخابات اليوم؛ الأمور لن تبقى على حالها، وهذه الثورة الوطنية موجودة لتبقى".
وأضاف "أعتقد أن الأحداث في الولايات المتحدة، وربما في دول أوروبية أخرى، تدل على أن الناس الطبيعيين يريدون أن يكونوا أصحاب السيادة في بلدانهم".
وفي الجانب الآخر من لاهاي، أدلى رئيس الحكومة مارك روته بصوته. وقد تبادل بعض الكلمات مع تلاميذ كانوا يهتفون له، ووعدهم بأن "يصوت يومًا لهم"، قائلًا للصحافيين إن "هذه الانتخابات حاسمة لهولندا.. إنها فرصة لتمنع ديمقراطية، مثل تلك التي نطبقها، من تأثير الدومينو الشعبوي السيئ".
وبينما بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية السابقة 74 بالمائة، فإن نسبتها حتّى الساعة التاسعة والنصف صباحًا بلغت 15 بالمائة؛ مقابل 13% في الوقت نفسه في انتخابات 2012، كما ذكر معهد "ايبسوس".
وكانت استطلاعات الرأي الأخيرة، والتي نشرت نتائجها الثلاثاء، قد أشارت إلى أن الحزب الشعبي الليبرالي والديمقراطي الذي يقوده روته يتقدم بفارق كبير على حزب فيلدرز. وبحسب الاستطلاعات، سيحصل حزب رئيس الوزراء على ما بين 24 و28 مقعدًا من أصل 150 في مجلس النواب في البرلمان الهولندي، لكنه بعيد جدًّا عن الأربعين مقعدًا التي يشغلها في البرلمان المنتهية ولايته. أما حزب فيلدرز، والذي تصدر اللائحة لأشهر، فلن يحصل على أكثر من 19 مقعدًا.
(رويترز، فرانس برس)