وقال المكتب الإعلامي للعبادي في بيان صحافي، إنّ "رئيس الحكومة اختتم زيارته إلى واشنطن، وعاد إلى بغداد".
من جهته، أكد مصدر سياسي مطّلع، لـ"العربي الجديد"، أنّ "العبادي بدا متفائلا جدّا حيال نتائج الزيارة"، مبينا أنّه "أكد أنّ الزيارة تمخّضت عنها تفاهمات كبيرة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الكثير من الأمور".
وأوضح المصدر أنّ "رؤيا العبادي كانت مطابقة لرؤيا ترامب بشأن القضاء على داعش في العراق خلال الفترة القليلة المقبلة، وأنّ ترامب وعد بتقديم الدعم العسكري المطلوب للقوات العراقية وتدريبها، وتكثيف دعم التحالف الدولي لها، لحسم معركة الموصل، ومن ثم الانتقال إلى الجيوب الأخرى لداعش في المحافظات الأخرى، والتي ما زالت تشكّل خطراً على البلاد".
وأكد أنّ "ترامب حث العبادي على العمل على ترسيخ التعاون والتنسيق المشترك، مع الكرد والعرب السنّة واحتوائهم خلال الفترة المقبلة"، مبينا أنّ "ذلك يتطلّب وضع خطة لإدارة ملف الموصل بعد تحريرها، وعدم جعل المحافظة نقطة لخلاف جديد بين تلك الجهات، ما يتطلّب رسم ملامح إدارة المحافظة بأسلوب محكم، لا يسمح بإثارة الفتن الداخلية فيها".
وأشار إلى أنّ "رؤية الجانبين تطابقت أيضا بشأن العلاقات المشتركة، وعلاقة العراق مع الدولة المحيطة به، وانفتاحه على المحيط العربي"، مبينا أنّ "ترامب دعا العبادي إلى ضرورة أن ينأى العراق عن الأزمات في الدول العربية، وعدم التمحور طائفياً ضدّها، وأنّ العبادي بدوره تعهد بذلك"، مؤكدا أنّ العراق "يقف على مسافة واحدة من القضايا العربية، ويسعى لأن يكون عاملا إيجابياً لا سلبياً على محيطه العربي".
وأكد المصدر نفسه أنّ "الزيارة تعد خطوة مهمة وكبيرة في تطوير العلاقات المشتركة، وتأكيد التزام واشنطن باتفاقية الإطار الاستراتيجي المشترك مع العراق".
من جهته، عدّ الخبير السياسي، سالم العزاوي، أنّ "الزيارة فتحت آفاقاً للتعاون المشترك بين العبادي وترامب تحديداً، وستنعكس إيجاباً على علاقات البلدين".
وقال العزاوي، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ "الزيارة ركّزت بالأساس على بناء علاقة بين الرئيسين، وأنّ العبادي كان يبحث عن دعم أميركي له خلال الفترة المقبلة، وخصوصاً أنّه مقبل على الانتخابات"، مشيرا إلى أنّ "التفاؤل بدا واضحاً على العبادي مع لقائه ترامب، الأمر الذي يؤكد وجود تقارب في الرؤى، سيفتح آفاقاً للتعاون المشترك بين الرئيسين، وسيصب بالتالي في مصلحة العبادي الذي حصل على دعم مباشر من ترامب، وسينعكس ذلك على مستقبل العلاقة العراقية – الأميركية".
ولفت إلى أنّ "هذه الزيارة ستنعكس مستقبلا على رسم جديد للمحاور في المنطقة، ما يحتم على العراق التقرب إلى محيطه العربي والابتعاد عن إيران".
وكان مصدر قريب من مكتب العبادي، قد أكد لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق، أنّ العبادي يسعى في لقائه الأول مع ترامب للحصول على دعم منه في الملفات الحاسمة التي سيبحثانها، وقد أعدّ ملفات سياسية وأمنية حساسة، أهمها حسم معركة الموصل، وملف المحافظة وإدارتها بعد تحريرها، وملف المناطق المتنازع عليها ووجود البشمركة الكردية فيها.