واعتلى مقتدى الصدر منصة التظاهر في ساحة التحرير وسط بغداد، وألقى كلمة أكد فيها أنه لن يخشى التهديد أو حتى القتل، مخاطباً المتظاهرين بالقول "استمروا بالتظاهرات السلمية إن نجحوا باغتيالي".
كما طالب المتظاهرين بـ"الاستمرار في ثورة الإصلاح السلمية للقضاء على الفساد، بلا كلل أو ملل"، مشدداً على ضرورة أن تكون التظاهرات سلمية حتى النهاية، ومشيراً إلى أنه لن يرضى أن تتحول إلى غير ذلك. وقال "لا نريد أن نكون سبباً لإرجاع العراق إلى نقطة الصفر"، محذراً من "السياسيين الفاسدين الذين أصبح أغلبهم صاحب مال وسلاح".
وأضاف الصدر "سيحاول السياسيون بكل قوة الاستمرار بالحروب، وبعضهم لن يكتفي بتحرير الموصل، بل سيزج بكم في معارك هنا وهناك لتنفيذ مخططات دولية. كونوا على حذر وحافظوا على الوطن ولا تفرطوا به".
كما حذّر المتظاهرين من أن تهزهم عاصفة الإرهاب أو تبعات الجوع والفقر، قائلاً "لسنا ممن يخافون التهديد بالقتل أو الموت"، ولفت إلى أن البعض كان حريصاً على إيصال رسائل التهديد.
ودعا زعيم "التيار الصدري" المحتجين أيضاً، إلى عدم التصويت للفاسدين في الانتخابات المقبلة، مهدداً بمقاطعة الانتخابات في حال بقيت مفوضية الانتخابات وقانونها دون تغيير.
ورأى أن "كل محب للوطن يجب ألّا يعطي صوته الثمين للفاسدين في الانتخابات، فصوته هو الذي ينقذ الوطن"، مؤكداً على أن استمرار التظاهرات يعني زوال الفاسدين، من خلال تغيير أسسهم التي تمكنوا من الوصول إلى الحكم عن طريقها.
وتابع "يجب إعطاء تلك الأصوات للخيّرين فقط، وإلى من يتحلى بالوطنية بعيداً عن الطائفية، وإلى من لا ينتمي إلى الأحزاب التي سبق أن اشتركت في قسمة الكعكة". وطلب في ختام كلمته "مساندة القوات العراقية لتكون هي الماسكة للأرض وليس سواها، سواء القوات الأجنبية أو غيرها".
وكان مصدر في وزارة الداخلية العراقية قد أوضح أن آلاف المتظاهرين من أتباع الصدر وأنصار التيار المدني العراقي، تجمّعوا في ساحة التحرير للمطالبة بإصلاح مؤسسات الدولة ومحاسبة الفاسدين. وأكد لـ"العربي الجديد"، أن المحتجين رفعوا الأعلام العراقية، مرددين شعارات تدعو للوحدة الوطنية، وتطالب بإقصاء المسؤولين عن التدهور السياسي والأمني والاقتصادي، فضلاً عن المطالبة بتغيير مفوضية الانتخابات، والنظام الانتخابي.
كما أشار إلى اتخاذ القوات العراقية إجراءات أمنية مشددة عند مداخل ومخارج العاصمة العراقية، فضلاً عن قطع معظم شوارعها وجسورها، لافتاً إلى إغلاق سور الجمهورية، والسنك، والشهداء، والأحرار، والمعلق، والطابقين، والزيتون، وباب المعظم.
وأضاف "أغلقت القوات العراقية طرق الشورجة، وكرادة خارج، وكرادة داخل، وكرادة مريم، والصالحية، وشارع السفارة الإيرانية، وشارع وزارة الخارجية، وشارع أبو نواس، والسعدون، والنضال، والرشيد، ومحمد القاسم"، كذلك تمّ قطع الطرق المؤدية إلى ساحات الأندلس، والحرية، والنصر، والتحرير، والطيران، وزبيدة، والخلاني، والخلفاء، وكهرمانة.
بدوره، قال مدير مكتب الصدر في بغداد (الرصافة)، إبراهيم الجابري، إن تظاهرة اليوم ستكون سلمية، ولن تتّبع العنف، ولن تدفع باتجاه سقوط ضحايا بين المحتجين، موضحاً خلال مقابلة متلفزة، أن التظاهرة تستثني رئيس الوزراء حيدر العبادي من شعاراتها.
كما لفت إلى أنّ التظاهرة ستقدم الدعم للعبادي لمحاسبة الفاسدين الذين تسببوا بسقوط الموصل بيد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، ونشر الفوضى والقتل والخراب، في إشارة إلى رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.
من جهته، قال جاسم الحلفي، وهو أحد قادة الحراك الشعبي، إن التظاهرات مستمرة، مؤكداً في تدوينة على صفحته في "فيسبوك"، أن الاحتجاجات تهدف إلى الإصلاح والتغيير، تمهيداً لبناء الدولة المدنية الديمقراطية.