استهل رئيس وفد النظام السوري، بشار الجعفري، أول مؤتمراته الصحافية في مدينة جنيف، بنبرة عدائية عالية، إذ لم يوفر أحدًا في العالم (باستثناء روسيا وإيران) من اتهامه بدعم الإرهاب، فيما بدا تعبيرًا واضحًا عن الأزمة التي يمر بها النظام بعد تقدم المعارضة السورية على جبهات كل من دمشق وحماة.
وأكد الجعفري، بعد الاجتماع الأول الذي جمعه بالمبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، أنه اعتبارًا من يوم غد السبت، ستبدأ مناقشة السلال الأربع، ممثلة بالحكومة والإرهاب والانتخابات والدستور، بشكل متواز، مع منح الأولوية لملف الإرهاب، باعتباره "الأكثر إلحاحًا"، بحسب مسؤول النظام.
وفي هذا السياق، تمحور المؤتمر الصحافي الذي عقده الجعفري في جنيف، بعد لقاء دي ميستورا، برمّته حول "الإرهاب"، وهي الكلمة التي تكرّرت في جميع الجمل التي نطق بها الجعفري، بما يؤكد الضربة القوية التي تلقاها النظام خلال المعارك الأخيرة، الأمر الذي أشار إليه الجعفري بالقول: "كما تعلمون جميعًا، بدأت الجولة الحالية من مفاوضات جنيف على وقع تصعيد واضح من قبل جبهة النصرة (جبهة فتح الشام) الإرهابية والمجموعات الإرهابية الأخرى المنضوية تحتها... وإن كانت ليست المرة الأولى التي يتزامن فيها تصعيد الإرهابيين مع أي مبادرة دبلوماسية أو جولة محادثات في جنيف أو أستانة، إلا أن التصعيد الأخير ملفت للانتباه من حيث التوقيت والشكل والمضمون، فهذه المرة شارك في الهجوم، انطلاقًا من حي جوبر الدمشقي، كل من جبهة النصرة وفيلق الرحمن وجيش الإسلام…. بما ينسجم مع التعليمات الموجهة لهذه الفصائل الإرهابية ومشغليها كي تتحد تحت لواء جبهة النصرة الإرهابية".
ووزع الجعفري تهمة "الإرهاب" على جميع الفصائل السورية المعارضة، وكذلك تهمة "دعم الإرهاب" على العالم بأسره، باستثناء روسيا وإيران، قائلًا: "كما تعلمون، جبهة النصرة يعتبرها مجلس الأمن كيانًا إرهابيًّا، وبالتالي فإن كل من يتعامل معها هو إرهابي بدوره، وكل حكومة ترعى هذه الجبهة والفصائل المتعاونة معها تصبح حكومة متعاونة مع الإرهاب وراعية له، ولذلك فإن مسألة القول بأن النظام التركي والقطري والسعودي والنظام الفرنسي والنظام البريطاني والنظام الأردني والنظام الإسرائيلي يتعاملون مع جبهة النصرة الإرهابية، أمر لم يعد كيمياء صعبة الحل".
وشن الجعفري، أيضًا، هجومًا على المعارضة السياسية، بمختلف أطرافها، متهمًا إياها بـ"العمالة والإرهاب"، قائلًا: "إن هذه المنصات ليست منصات معارضة وطنية، وإنما منصات تخريبية ترعى الإرهاب وهي جزء من الإرهاب".
وشدد الجعفري على أنه ليس هناك تقسيم أو تجزئة للسلال الأربع التي تم الاتفاق على مناقشتها بين كل من وفد المعارضة والنظام في جنيف 4، ممثلة بكل من الحكومة والدستور والانتخابات والإرهاب، مشيرًا إلى أنه سيتم، يوم غد، منح الأولوية لسلة الإرهاب، بالقول: "ليس هناك أي تقسيم أو تجزئة للسلال، وإنما هناك ضرورات عملياتية، مثل البدء غدًا بسلة مكافحة الإرهاب، لأن الحدث الأساسي المهيمن على المشهد السوري هو الإرهاب"، بحسب زعمه.
وكان "العربي الجديد" قد علم، في وقت سابق اليوم، بأنه سيتم تقسيم السلال الأربع إلى قسمين، على أن يتم خلال الجولة الحالية منح الأولوية لكل من ملفي الحوكمة ومكافحة الإرهاب.
وكرر الجعفري رفض نظام الأسد للعمليات التي تقوم بها الولايات المتحدة الأميركية، بالتعاون مع مليشيات حزب "الاتحاد الديمقراطي" (الجناح السوري للعمال الكردستاني)، في محافظة الرقة السورية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، لأنها لا تتم عبر التنسيق مع النظام، وفق حديثه.
Facebook Post |