ذكرت الإذاعة الإسرائيلية، اليوم الأحد، أنّ الجيش الإسرائيلي أعلن حالة تأهب وترقّب في صفوفه، وتحديداً في القيادة الجنوبية على حدود قطاع غزة، على إثر عملية اغتيال القائد في كتائب "عز الدين القسام" الذراع العسكري لـ"حركة المقاومة الإسلامية" (حماس)، مازن فقهاء، أول أمس الجمعة.
واغتيل الأسير المحرر مازن فقهاء، بعد تعرّضه لإطلاق نار مباشر، من مسدس كاتم للصوت، من قبل مجهولين، بمنطقة تل الهوا جنوب مدينة غزة.
وأسهبت الصحف الإسرائيلية، اليوم الأحد، في الحديث عن تداعيات محتملة لعملية اغتيال فقهاء، وكونها رسالة إسرائيلية موجهة لمحرري صفقة "وفاء الأحرار"، الذين تمّ إبعادهم من الضفة الغربية إلى قطاع غزة.
ومع أنّ الصحف الإسرائيلية، حاولت كعادتها التزام التحفّظ بشأن مسؤولية قوات الاحتلال عن عملية الاغتيال، والتّستر وراء عبارة "وفق اتهامات حماس"، إلا أنّ تكرارها هذا الخطاب، يلمّح إلى اقتناعها بالمسؤولية الإسرائيلية عن عملية الاغتيال.
وقد اعتبر الكاتب في صحيفة "يديعوت أحرونوت" رون بن يشاي، أنّ عملية اغتيال فقهاء "قد تكون رسالة لمحرري صفقة وفاء الأحرار، وهي امتحان أيضاً لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحيى السنوار".
وذهب بن يشاي إلى القول، إنّ "عملية الاغتيال ترفع من احتمالات اندلاع مواجهة بين حماس وإسرائيل"، مضيفاً أنّ "حماس معنيّة بالرّد على العملية، وستختار الموعد المناسب، لكنّها لا ترغب في الوقت ذاته بالدخول في مواجهة عسكرية شاملة".
وحاول الإعلام الإسرائيلي الإشارة في معرض تحليله عملية الاغتيال، إلى طرح احتمالات لوجود طرف آخر غير إسرائيل معني بتصفية فقهاء، من باب محاولات زرع الفتنة بين "حماس" وتنظيمات أخرى.
وفي هذا السياق، برزت إشارة بن يشاي، إلى احتمال تورّط تنظيمات سلفية في غزة في عملية الاغتيال، ومثله فعل المختص بالشؤون الاستخباراتية في صحيفة "معاريف" يوسي ميلمان الذي رأى أنّ ثلاث جهات قد تكون وراء الاغتيال، واضعاً التنظيمات السلفية المعارضة لـ"حماس" في غزة على رأس القائمة، مع إشارته إلى توتر في العلاقة مؤخراً بين الحركة وبين هذه التنظيمات. لكنّ ميلمان أشار مع ذلك إلى أنّ هذا الاحتمال يبقى ضئيلاً، ليذهب إلى طرح احتمال مسؤولية "أطراف داخلية" في "حماس".
في المقابل، استدرك ميلمان بالقول، إنّه "إذا كانت إسرائيل وراء عملية الاغتيال، فهذا يعني تغييراً في توجّه إسرائيل، خاصة أنّ رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي نداف أرجمان، كان قد صرّح، الأسبوع الماضي، أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، بأنّ "حماس" تخطّط لتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية، خلال فترة عيد الفصح اليهودي.
وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال غادي أيزنكوط، اعتبر هو الآخر، أنّ الوضع في قطاع غزة، "قابل للاشتعال". وأعلن أيزنكوط، في كلمته أمام لجنة الخارجية والأمن، الأربعاء الماضي، أنّ الاحتلال نفّذ عمليات قصف طاولت مواقع لـ"حماس" تحت الأرض، في إشارة إلى الأنفاق، مبيّناً أنّ الأنفاق "لا تشكّل خطراً وجودياً على إسرائيل".
وتزامنت هذه التصريحات، مع ذهاب صحيفتي "يديعوت أحرونوت"، و"هآرتس"، أول أمس الجمعة، في توقيت غريب، إلى إعادة الحديث عن توتر بين حماس والتنظيمات السلفية.
وكان الخلاف الوحيد بين تقريري، عاموس هرئيل في "هآرتس"، وأليكس فيشمان في "يديعوت أحرونوت"، هو أنّ الأول تحدّث عن اعتقال "حماس" لـ500 عنصر من الحركات السلفية، فيما قال فيشمان إنّ الحركة اعتقلت 550 عنصراً من هذه الحركات، مع اتفاق الاثنين، على ارتفاع منسوب التوتر في غزة، واحتمالات تدهور الأوضاع بين الاحتلال وبين القطاع إلى مواجهة شاملة، "نتيجة لحدث محلي لا تتم السيطرة عليه".