وتسلّم العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، رئاسة القمة، من الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز الذي تولّت بلاده القمة السابقة في نواكشوط.
وركّزت الكلمات الافتتاحية، على ضرورة تحقيق السلام في فلسطين على أساس حل الدولتين، فضلاً عن ضرورة إنجاح مفاوضات جنيف لحل الأزمة السورية.
وقال الرئيس الموريتاني، في كلمته أمام القمة، أثناء تسليم الرئاسة الدورية للأردن، إنّ "المنطقة تعاني من تيارات الإرهاب والتطرّف مما يهدد الاستقرار الإقليمي"، مشدداً على دعم المبادرة الخليجية للوصول إلى حل يحافظ على وحدة واستقرار اليمن، وكذلك دعم الجهود الرامية لإيجاد اتفاق شامل يحافظ على وحدة التراب الليبي.
بدوره قال العاهل الأردني، بعد تسلّم بلاده رئاسة القمة، إنّ "المنطقة تواجه تحديات مصيرية وعلى رأسها الإرهاب والتطرف"، مضيفاً أنّ "أكثر ضحايا الإرهاب هم من المسلمين".
وأمل عبد الله الثاني، أن "تسفر مفاوضات جنيف عن إطلاق عملية سياسية في سورية"، مشدداً على أنّه "لا سلام ولا استقرار في المنطقة دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية".
وفي كلمة أمام القمة، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنّ "إسرائيل تمعن في الاستيطان والتهويد دون رادع"، مضيفاً أنّ "يدنا ممدودة للسلام على أساس المبادرة العربية لكن لا يوجد شريك حقيقي".
وأشار أبو الغيط، إلى أنّ "نحو نصف اللاجئين في العالم هم من العالم العربي"، معتبراً أنّ "الحضور غير المسبوق في القمة، رسالة طمأنة للمواطن بأنّ منظومة العمل العربي لا زالت تعمل".
وألقت كلمة أمام القمة، مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني، والتي أكدت أنّ "إحلال السلام الدائم بين الفلسطينيين وإسرائيل القائم على حل الدولتين سيظل أولوية"، قائلة إنّ "السلام في المنطقة العربية يتطلب من الجميع مساهمة بناءة والتعاون مع أوروبا".
وفي أول مشاركة له على هذا المستوى منذ توليه منصبه قبل ثلاثة أشهر، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في كلمته، أنّ "الأمم المتحدة تعوّل على شراكة عظيمة مع جامعة الدول العربية"، معتبراً أنّ "الأوضاع في البلاد العربية فتحت المجال أمام تدخلات خارجية".
وقال غوتيرس إنّه "حان الوقت لإنهاء القتال في سورية، وسنقوم بكل ما نستطيعه لجعل
مفاوضات جنيف ناجحة"، منبّهاً إلى أنّ "أي نجاح في سورية لن يدوم بدون حل سياسي".
وشدد غوتيريس على ضرورة وقف الاستيطان الإسرائيلي، محذراً من "الخطوات الأحادية التي تحول دون الوصول لحل الدولتين".
وتطرّق الأمين العام للأمم المتحدة إلى قضية اللاجئين، واستشهد بآية قرآنية للدلالة على حض الإسلام على حمايتهم.
وفي المواقف في افتتاح القمة، اعتبر رئيس البرلمان العربي مشعل بن فهم السلمي، أنّ إيران أصبحت تمثّل "تهديداً" على الأمن القومي العربي، قائلاً إنّ "طهران تدرّب وتمول ميليشات مسلحة، وتثير أزمات لتفكيك المجتمعات في المنطقة العربية، كما تتبنى سياسات ومواقف عدوانية ضدها، من خلال احتلال الجزر الإماراتية، وتغذية التطرف والإرهاب".
واتهم رئيس البرلمان العربي، طهران بإصدار تصريحات غير مسؤولة ضد الدول العربية خاصة مملكة البحرين ودولة اليمن. وأضاف أنّ "الأمن القومي العربي في خطر بسبب الإرهاب، واستمرار الاحتلال الإسرائيلي والتدخل الإيراني في الشؤون العربية، وهذه الأطماع مثلث الخطر الدائم على الأمن القومي العربي".
بدوره، قال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، أمام القمة، إنّ "من أخطر ما تواجهه أمتنا العربية التطرّف والإرهاب، الأمر الذي يؤكد ضرورة تضافر الجهود لمحاربتهما بكافة الوسائل".
وشدّد على "ضرورة السعي لإيجاد حل للقضية الفلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية"، داعياً أيضاً إلى إيجاد حل سياسي ينهي ما وصفها بـ "المأساة السورية".
كما شدد العاهل السعودي، على ضرورة وحدة واستقرار اليمن، داعياً إلى إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين.
وقال أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمام القمة العربية، إنّ "الخلافات التي نعاني منها لن تقودنا إلا لمزيد من الفرقة في موقفنا وضعفاً في تماسكنا"، معتبراً أنّ ما وصفه بـ "وهم الربيع العربي" عطّل التنمية والبناء في دول عربية.
أما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فتوعّد في كلمته، بأنّ "كافة المحاولات التي تسعى للهيمنة المذهبية أو فرض مناطق نفوذ داخل الدول العربية ستواجه بموقف موحد وصارم".
وقال السيسي إنّ "الشعوب تتطلع لموقف عربي قوي يستعيد قوة الصف للوقوف ضد المخاطر التي طرأت على منطقتنا"، مضيفاً "لن نسمح لأي دولة بالتدخل في شؤوننا الداخلية".
وأكد الرئيس المصري، السعي لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية "عبر إقامة دولة على حدود 1967".
وفي كلمته أمام القمة، أشار أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى "خطورة المرحلة التي يمر بها الوطن العربي والتي تتطلب الكثير من الواقعية والصراحة". وشدد على أن موقف بلاده الدائم من القضية الفلسطينية هو دعم المبادرة العربية وحل الدولتين. وأكد أنّ القضية الفلسطينية ستظل في مقدمة أولويات الأمة، رغم جمود عملية السلام بسبب المواقف المتعنتة لإسرائيل.
وأضاف أن موقف قطر الثابت من القضية الفلسطينية هو الموقف العربي الملتزم بعملية السلام، مطالبا بالعمل للضغط على المجتمع الدولي لرفض إقامة نظام فصل عنصري والتعامل بحزم مع إسرائيل.
وفي ما يتعلق في سورية، أكد أمير قطر أن إنهاء كارثة الشعب السوري يتوقف على اتخاذ الإجراءات الملزمة للنظام السوري بتنفيذ مقررات جنيف، مشدداً على ضرورة إجبار النظام السوري على تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 23366 للسماح بوصول منظمات الإغاثة الإنسانية.
وأكد أمير دولة قطر أن الإرهاب أخطر من أن نخضعه للخلافات والمصالح السياسية والشد والجذب بين الأنظمة السياسية، لأنه لا يقتصر على دين معين أو مذهب؛ "فثمة مليشيات إرهابية من مذاهب مختلفة ترتكب جرائم ضد المدنيين لأهداف سياسية إرهابا بعلم أو أحيانا برضى حكوماتها، وهذا هو الإرهاب بعينه".
وفي المسألة الليبية، قال الشيخ تميم إنه يتعين على بعض "الأشقاء" في ليبيا التخلي عن تقديم الذرائع لامتناعهم عن المشاركة في الحل السياسي والنهائي، مؤكدا أن بلاده ملتزمة بمواصلة دعم الليبيين ومساعدتهم على تجاوز خلافاتهم وإنجاح مسار التسوية السياسية واستكماله.
وأعرب أمير قطر، عن دعمه مهمة المبعوث الأممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد، للوصول إلى حل سياسي قائم على المبادرة الخليجية.