بحث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، مع رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، ملف مجزرة الموصل، مؤكداً أهميّة إجراء تحقيق مهني فيها، وداعياً إلى الحفاظ على حياة المدنيين خلال المعارك، وتحقيق المصالحة الوطنية في العراق.
وبدأ المسؤول الأممي زيارةً الى بغداد، اليوم الخميس، التقى خلالها عدداً من المسؤولين، وبحث معهم ملفات عدة، منها ملف إعمار المدن المحرّرة، وملف النازحين.
كما اجتمع مع رئيس الحكومة حيدر العبادي بمكتبه في بغداد، وعقدا مؤتمراً صحافياً، أكد خلاله العبادي أنّ "الهدف من معركة الموصل هو تحرير المدنيين من قبضة تنظيم "داعش" الإرهابي، وإنّنا نؤيد مساعي الأمم المتحدة لملاحقة الإرهابيين ومعاقبتهم"، متوجهاً إلى أهالي الموصل بالقول، إنّنا "قادمون لتخليصكم من شر داعش"، داعياً إيّاهم الى "عدم الاستماع الى الدعايات المغرضة".
بدوره، شدد غوتيريس على "أهمية تحقيق المصالحة الوطنية في العراق"، مضيفاً "إننا نعمل بتنسيق عال مع الحكومة العراقية لتحقيق ذلك"، ومؤكداً "مسؤولية الحكومة في إعادة الاستقرار الى المناطق المحرّرة من سيطرة داعش".
كما أشار إلى "مسؤولية المجتمع الدولي تجاه ما يقترفه "داعش"، من قتل للأبرياء والتسبب بالخراب والدمار في العراق".
وفي هذا السياق، أوضح مسؤول قريب من مكتب العبادي، لـ"العربي الجديد"، أنّ "غوتيريس أكد ضرورة أن يقوم العراق بتحقيق نزيه وشفاف في قضية مجزرة الموصل، وأن يتابعه العبادي بنفسه، ويكشف عن المتسببين بها، ويخضعهم للمحاسبة القانونية". ولفت أيضاً إلى أنّ "الأمم المتحدة تتابع هذا الموضوع بقلق شديد، وترى أنّ من مسؤولية حكومة العراق أن تكشف تفاصيل المجزرة والجهات المتسببة فيها بأسرع وقت".
كذلك، دعا غوتيريس، العبادي إلى "العمل على ضبط معركة الموصل، من خلال وضع الخطط الكفيلة التي تضمن الحفاظ على حياة المدنيين، وأن تعتبر حياة المدنيين أهم من أي تقدم عسكري"، مشدداً أيضاً على ضرورة أن "تقاتل الجهات النظامية في هذه المعركة الحساسة".
وتأتي زيارة غوتيريس عقب الكشف عن مجزرة مروعة في الموصل، نتجت عن قصف طاول منازل مدنيين وتسبب بقتل المئات منهم، في وقت تنصلت فيه الحكومة العراقية من مسؤوليتها إزاء ذلك.