طرح تنظيم الجيش المصري مؤتمراً لقبائل جنوب سيناء تساؤلات حول سببه والهدف منه خلال الفترة الحالية، خاصة أن المحافظة لا تشهد أعمال عنف من تنظيم "ولاية سيناء".
واستغرب مراقبون من إعلان الجيش تنظيم مؤتمر لقبائل جنوب سيناء بمنطقة أبو زنيمة، لدعم القوات المسلحة والشرطة في "حربها على الإرهاب"، متسائلين "لماذا لم يتم تنظيم مثل هذا المؤتمر في محافظة شمال سيناء، التي تشهد مواجهات مسلحة مع تنظيم "ولاية سيناء"، خاصة أن محافظة جنوب سيناء لا تشهد عمليات مسلحة؟". ولكن تباينت وجهات النظر حول سبب تنظيم المؤتمر، بين تحقيق انتصارات وهمية من خلال إظهار دعم قبلي للجيش والشرطة، والرغبة في عدم تسلل عناصر مسلحة من وإلى جنوب سيناء.
وبحسب بيان للمتحدث الرسمي العسكري، العقيد تامر الرفاعي، اليوم الجمعة، فإن "المؤتمر جاء لدعم جهود الجيش والشرطة في مواجهة الإرهاب، بمشاركة شيوخ وأهالي قبائل (القرارشة والترابين ومزينة والحويطات والعليقات والأحيوات وبنى واصل وأولاد سعيد والصوالحة والحماضة والجبلاية".
وقال الرفاعي، في بيان نشره عبر صفحته على موقع "فيسبوك"، إن "قيادات الجيش الثالث الميداني نقلت تكليفات القيادة العامة للقوات المسلحة بتوفير كافة سبل الرعاية والاهتمام بأبناء سيناء، والتعرف إلى مطالبهم واحتياجاتهم، وتذليل كافة المصاعب والعقبات التي تواجههم في القرى والوديان والتجمعات القبلية في وسط وجنوب سيناء".
وأضاف "شيوخ القبائل جددوا العهد على التعاون الكامل في المواجهة الحاسمة ضد الإرهاب، واستعادة الأمن والاستقرار بسيناء، فضلا عن دعم الأجهزة الأمنية بكافة المعلومات التي تدعم الجهود لتطهير المناطق المحدودة في شمال سيناء من براثن الإرهاب".
بدوره، تساءل شيخ قبلي في شمال سيناء "لماذا لم يقم الجيش المصري بتنظيم مؤتمر مماثل في الشمال على غرار ما يقوم به في منطقة لا تشهد تضييقات ولا تصفيات جسدية ولا تشريداً؟".
وقال لـ"العربي الجديد"، إنه "مع كل الاحترام لقبائل جنوب سيناء، لكن الجيش يحقق انتصاراً وهمياً، من خلال إظهار وجود تأييد قبلي له، ولكن هذا على خلاف الواقع في الشمال والوسط".
وأشار إلى أن "قبائل شمال ووسط سيناء اتخذت موقفاً ليس مؤيدًا للجيش والشرطة، خاصة بعد الانتهاكات التي تشهدها مدن شمال سيناء بشكل يومي، من قصف جوي ومدفعي عشوائي، واعتقالات وتصفيات، وتضييق على الأرزاق وضعف الخدمات المقدمة".
كذلك، أبدى استغرابه من عدم تنظيم مثل هذا المؤتمر لقبائل شمال سيناء، لـ"التعرف إلى الأزمات والمشكلات"، مضيفا أن هذا الأمر "يعكس وجود رغبة في التنصل من أي وعود لتحسين ظروف المعيشة والتخفيف من معاناة الأهالي ووقف الانتهاكات".
ورأى أن "الجيش لن يتمكن من تنظيم هذا المؤتمر في شمال سيناء، خاصة في ظل الأوضاع الأمنية المتردية، والتي تدهورت بشكل كبير في مدينة العريش".
في المقابل، قال الخبير الأمني، محمود قطري، إن "هناك ضرورة ملحة للتواصل مع قبائل جنوب ووسط سيناء، في محاولة لمنع تسلل العناصر المسلحة من وإلى شمال سيناء".
وأضاف قطري، لـ"العربي الجديد"، أن "العناصر المسلحة ربما تتسلل عبر جنوب سيناء، ثم تنتقل عبر الطرقات الجبلية والصحراء إلى مناطق تمركزات العناصر المسلحة".
وتابع أن "الجيش يريد دعم القبائل في رصد أي تحركات للعناصر المسلحة، ومعرفة الطرق التي يتحركون منها لضبطهم، لوقف تدفق المقاتلين إلى التنظيمات الإرهابية"، لافتا إلى أن "هناك ضرورة ملحة لزيادة مصادر المعلومات، خاصة أن طبيعة سيناء قبلية، وهو ما يستدعي التحرك من خلال شيوخ تلك القبائل والعائلات الكبرى".