أعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أنّه "تم نشر عدد من القوات الأميركية داخل مدينة منبج شمالي سورية وحولها، لضمان عدم مهاجمة الأطراف المختلفة بعضها بعضاً، وإبقاء التركيز منصبّاً على قتال تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)".
وقال المتحدث باسم البنتاغون، جيف ديفيس، أمس الاثنين، وفق ما أوردت "رويترز"، إنّ "القوات نُشرت هناك كي تكون إشارة واضحة للردع والطمأنة".
وأضاف "هذا جهد جديد. هذه المرة الأولى التي يستلزم الأمر فيها أن نقوم بشيء كهذا، وهو ضمان أن نكون هناك كرمز واضح إلى تطهير منبج من العدو"، مضيفاً أنّه "ليست هناك حاجة لزحف الآخرين عليها في محاولات لتحريرها".
وأوضح أنّ "القوات المدعومة من تركيا اقتربت من غرب منبج"، مبيناً أنّهم رأوا أرتال النظام السوري، ووحدات روسية جاءت إلى المنطقة.
ولم يذكر المتحدث عدداً محدّداً للجنود الأميركيين المشاركين، لكنّه قال إنّهم أقل من عشرات، وسيتبادلون التناوب لفترة قصيرة، موضحاً أنّ عدد المركبات المصفحة في المنطقة أقل من 12.
وتابع "أحضرنا قوات إضافية حتى نتمكّن من القيام بهذه التطمينات ومهمة الردع"، مبيّناً أنّ "الجنود الأميركيين لديهم حق الدفاع عن أنفسهم، إلا أنّه ليست لديهم صلاحية الدخول في اشتباكات مع أي قوات في المنطقة".
كما لفت ديفيس إلى أنّ عدد الجنود الأميركيين في سورية يبلغ 503 جنود، مشيراً إلى أنّ هذا العدد قابل للزيادة على ضوء طلب من القادة العسكريين الميدانيين في المنطقة، والذين لديهم سلطة إدخال قوات محدودة لفترة قصيرة.
ويسيطر على المدينة "مجلس منبج العسكري" الذي أكد، في بيان، أنّ التحالف بقيادة الولايات المتحدة عزّز وجوده في المدينة في الآونة الأخيرة.
وأعلن المجلس بعد اشتباك مع مقاتلين من "الجيش السوري الحر" مدعومين من تركيا إلى الغرب من منبج، الأسبوع الماضي، عن اتفاق مع روسيا لتسليم قرى على خط المواجهة مع القوات التركية إلى سيطرة النظام السوري.
وتوازياً، أبدت وزارة الدفاع الأميركية، رغبتها من إدارة الرئيس دونالد ترامب الاستمرار في التعاون مع مليشيا "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، في العملية ضد "داعش" في محافظة الرقة شمالي سورية.
ونقلت "الأناضول"، عن مسؤول رفيع المستوى في البنتاغون، فضّل عدم الكشف عن اسمه، قوله إنّ "القرار الأخير منوط بالبيت الأبيض، لكن حالياً تعاوننا مستمر مع قوات سورية الديمقراطية وشركائنا، وليس هناك سبب لتغيير هذا التعاون، وإذا رغبت الإدارة في إجراء أمر مختلف هناك أو إرسال جنود فهذا خيار آخر، لكن ليست هناك أسباب كثيرة لتغيير الخطة المعمول بها حالياً".
وأشار المسؤول إلى أنّ سياسة الولايات المتحدة بخصوص توريد الأسلحة لم تتغير، مؤكداً استمرار البنتاغون في تقديم الدعم العسكري للقوات التي يساندها "طالما كانت هناك حاجة لذلك".
كما لفت إلى "أن التجهيزات ضد كافة أنواع التهديدات الخاصة سنقدمها للتحالف العربي السوري المنضوي ضمن قوات سورية الديمقراطية فقط"، ذاكراً في الوقت عينه أنّ "جميع الخيارات مطروحة على الطاولة".
ورغم تأكيد البنتاغون أنّها قدّمت الأسلحة والمعدات العسكرية لمليشيا "قوات سورية الديمقراطية" فقط، إلا أنّ معلومات تناقلتها وسائل إعلام أميركية تفيد باستفادة حزب "الاتحاد الديمقراطي" منها.