وأضاف المالكي، في كلمته أمام اجتماع وزراء الخارجية العرب، أن الجامعة العربية واللجنة الرباعية والأشقاء عليهم التحرك لوقف الممارسات الإسرائيلية المخالفة للمجتمع الدولي، لافتاً إلى أن نقل البعثات الأجنبية للقدس يعد تحدياً للقرارات الدولية وقوانينها الناظمة وتخطياً للخطوط الحمراء والتي تم اعتمادها في القمم الأفريقية السابقة.
كما دعا إلى التنسيق لمواجهة محاصرة التمدد الإسرائيلي على مستوى علاقتها الدبلوماسية مع دول العالم، خاصة الدول الأفريقية، معتبراً أن هذا التمدد هدفه ضرب المصالح العربية في الدول العربية وكسب الأصوات الأفريقية في مجلس الأمن.
وأشار الوزير الفلسطيني إلى أن الكيان الإسرائيلي يواصل تنفيذ مخططات السرقة والاستيلاء بحق أرضنا المحتلة، ويضرب التصريحات والبيانات الدولية التي تطالبه بوقف الاستيطان بعرض الحائط، ويواصل الاستيلاء على الأراضي، وبناء المجمعات الاستيطانية الكبرى، لافتاً إلى أن قطعان المستوطنين تمكنوا من السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية بمساعدة الحكومة الإسرائيلية.
وأوضح أن "التوسع الاستيطاني يعتبر من الأولويات الكبرى لدى حكومة بنيامين نتنياهو، وأن هناك امتيازات كثيرة قدمتها الحكومة الصهيونية للمستوطنين، كما رصدت ميزانيات طائلة لبناء الوحدات الاستيطانية، وتكثيفها في الضفة والقدس المحتلة".
وانتقد أبو الغيط، الحكومة الإسرائيلية، رافضاً مشاريع الاستيطان و"محاولات الالتفاف" على المبادرة العربية للسلام.
وقال أبو الغيط، على هامش اجتماع وزراء الخارجية العرب، من أجل بحث مشروع نقل السفارة الأميركية إلى القدس، إنّ "الحكومة الإسرائيلية أسيرة لتيار اليمين المتطرف، والجماعات المؤيدة للاستيطان".
وشدّد الأمين العام للجامعة العربية، على أنّ "محاولات الالتفاف على المبادرة العربية غير مقبولة، ولن تمر".
من ناحية أخرى قال أبو الغيط، إنّ "بعض دول الجوار العربي ما زالت تتدخّل في شؤون الدول العربية وتوظف الطائفية لتهديد الاستقرار"، مضيفاً أنّ "المعركة مع الإرهاب الذي يضرب المجتمعات العربية ستكون طويلة".
ويناقش المجلس على مدى يوم واحد عدداً من الموضوعات السياسية المرفوعة من المندوبين الدائمين، خاصة ما يتعلق بالأوضاع في سورية وليبيا، والنظر في مشروع جدول أعمال القمة العربية في دورتها الثامنة والعشرين المقررة في 29 من الشهر الحالي في الأردن، ومقترح مصر بإنشاء إطار مؤسسي تشاوري بين الجامعة العربية ومجلس الأمن الدولي.
كما يناقش وزراء الخارجية العرب طلباً إماراتياً لاستضافة مكتب خارجي للمنظمة العالمية للملكية الفكرية، وبندا آخر حول مسيرة التعاون العربي الأفريقي، إلى جانب اعتماد مشاريع القرارات حول البنود الثلاثين التي أعدها المندوبون الدائمون في ختام أعمالهم، أول من أمس، وتتضمن عدداً من الموضوعات في مقدمتها تقرير الأمين العام عن نشاط الأمانة العامة وإجراءات تنفيذ قرارات المجلس بين الدورتين "146-147".
ويناقشون أيضاً متابعة التطورات السياسية للقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي وتفعيل مبادرة السلام العربية، ومشروع جدول أعمال القمة العربية في دورتها العادية الـ28 وتطورات الأوضاع في سورية وليبيا واليمن، واحتلال إيران للجزر العربية الثلاث التابعة لدولة الإمارات، والتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، واتخاذ موقف عربي موحد إزاء انتهاكات القوات التركية للسيادة العراقية، ودعم السلام في السودان ودعم الصومال وجزر القمر، والحل السلمي للنزاع الجيبوتي الإريتري.
كما يناقش الوزاري مخاطر التسلح الإسرائيلي على الأمن القومي العربي والسلام الدولي، وتقرير لجنة الحكماء المعنية بقضايا ضبط التسلح وعدم الانتشار، والإرهاب الدولي وسبل مكافحته وصيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى بنود حول العلاقات العربية مع التجمعات الدولية والإقليمية، والترشيحات لمناصب الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة ومنظمات ومؤسسات دولية أخرى، وملف تطوير الجامعة العربية وإنشاء صندوق لتمويل أنشطة الجامعة العربية في مجال الانتخابات، وتقارير الشؤون الاقتصادية والقانونية وحقوق الإنسان والشؤون الإدارية والمالية.
بالإضافة إلى مناقشة عدد من الموضوعات ضمن ما يستجد من أعمال وتشمل طلب الإمارات استضافة مكتب خارجي للمنظمة العالمية للملكية الفكرية "الوايبو"، والمختطفين القطريين في العراق، وطلب مصر إنشاء إطار مؤسسي تشاوري بين الجامعة العربية ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
ومن المقرر أن يتحدث في الجلسة الافتتاحية كل من وزير الشؤون الخارجية بالجمهورية التونسية رئيس الدورة 146، خميس الجهيناوي، ثم يسلم الرئاسة إلى نظيره الجزائري عبد القادر مساهل الذي يلقي الكلمة بدوره أمام المجلس، على أن تختتم الجلسة الافتتاحية بكلمة للأمين العام.
وسوف يلقي المبعوث الأممي الخاص بالسلام في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف كلمة أمام الوزاري العربي حول آفاق عملية السلام في الشرق الأوسط.
وقد عقد وزراء الخارجية العرب جلسة تشاورية مغلقة، صباح اليوم، للتشاور حول القضايا المطروحة على أجندة الدورة الـ147، والتشاور حول مشروع جدول أعمال القمة العربية.