بلغ عدد المعتقلين الفلسطينيّين في سجون النّظام السّوري 12 ألفاً و492 معتقلًا حتّى نهاية الشهر الماضي، وجميعهم يُمنع ذووهم من معرفة مكان اعتقالهم أو مصيرهم، وفق ما وثّقه مركز توثيق المعتقلين والمفقودين الفلسطينيّين في سورية، الذي أشار إلى وجود عدد من حالات الاعتقال بحقّ أهالي المعتقلين، بعد توجّههم إلى الأفرع الأمنيّة للاستفسار عن مصير أبنائهم.
وأشار المركز، في تقرير أصدره الجمعة، إلى أن النّظام السّوري يُمارس بحقّ المعتقلين أقسى أنواع التّعذيب، كونهم فلسطينيّين فقط، من دون النّظر إلى دواعي اعتقالهم، بحسب شهادات مُعتقلين سابقين، مؤكدا أنّ معظم المعتقلين لدى النّظام اعتقلوا اعتقالاتٍ عشوائيّة.
وتطرق التقرير إلى النّساء في سجون النّظام السّوري، وتحدث عن وجود 613 معتقلة فلسطينيّة في سجون النّظام السّوري، يُرتكب بحقّهن انتهاكات تتراوح ما بين الاغتصاب، والتّعذيب المعنويّ والجسدي، ومن بين الانتهاكات، اغتصاب النّساء أمام أزواجهنّ أو أولادهنّ، لإجبارهم على الاعتراف بالتّهم الملفّقة لهم.
ومن أساليب التّعذيب الصّعق بالكهرباء، والشّبح، والضرب بالسّياط والعصي الحديديّة، والإهمال الطبّي، وثقها المركز، فضلا حالات ولادة داخل الأفرع الأمنيّة دون أيّ عنايةٍ طبّية، بالإضافة إلى الإهانات التي يوجّهها السجّانون للنّساء والتّعابير الطّائفيّة والعنصريّة وشتم الأعراض والدّين.
أما الشّهيدات، فقد بلغ عددهنّ 38 شهيدة، منهنّ من تُوفيّت جرّاء الاغتصاب المتكرّر، وسوء التّغذيّة، والتّعذيب الجسدي حتّى الموت.
أما بخصوص الأطفال، فقال التقرير إن هنالك 789 طفلاً فلسطينيًّا في سجون النّظام السّوري، بينهم عشرات الأطفال دون 5 أعوام، يتعرّضون لانتهاكاتٍ مُفجعة، فمعظمهم غُيّبوا في أقبية النّظام، ولا معلومات عنهم منذ لحظة اعتقالهم.
وبحسب معتقلين سابقين، فإنّ النّظام يُجبر الأطفال على خدمة السّجانين والضّبّاط، كالتّنظيف داخل الفرع، أو إحضار أدوات التّعذيب لأحد المحقّقين، بالإضافة إلى إجبار الأطفال على تعذيب المُعتقلين جسديًا، حيث يُعلّم السجّانون الأطفال كيفيّة استخدام أدوات التّعذيب، وينفّذها الأخير على المعتقلين، مُهدَّدًا بالقتل ما لم يُنفّذ ذلك.
وبحسب إحصائيّات المركز، فقد تمّ توثيق استشهاد 54 طفلًا فلسطينيًّا تحت التّعذيب، وهو ما يؤكّد تعرّضهم لانتهاكاتٍ جسديّة، أدّت إلى موتهم تحت التّعذيب.
من جهة أخرى، بلغ عدد قيادات وكوادر الفصائل الفلسطينيّة في سجون النّظام السّوري 1194 معتقلًا، و166 شهيدًا. ولفت تقرير المركز إلى أن منظّمة التّحرير الفلسطينيّة ساهمت بالإفراج عن 11 معتقلًا ومعتقلة منذ بداية الأحداث في سوريّة، معظمهم من كبار السّن، فيما ادّعت المنظّمة بأنّ من تبقّى في السّجون هم من الإرهابيّين وحملة السلاح الذين تلطّخت أيديهم بدماء السورييّن، رغم وجود مئات النّساء والأطفال دون 10 أعوام.
أما المُعارضة السّوريّة المسلّحة فقد ساهمت بتحرير 88 معتقلًا ومعتقلة من الفلسطينييّن منذ بداية الأحداث في سوريّة، وذلك ضمن صفقات تبادل أسرى جرت بينها وبين النّظام السّوري.
وبلغ عدد شهداء التّعذيب الفلسطينيّين 539 شهيدًا، وأحصى المركز، تسليم 22 جثماناً منهم فقط، بينهم كان مُقابل دفع ذويهم مبالغ ماليّة طائلة، كما اشترطت عليهم الأجهزة الأمنيّة السّوريّة دفن الشّهداء دون مراسم دفن أو جنازة.
(العربي الجديد)