تستضيف العاصمة الإيرانية طهران، اليوم الثلاثاء، اجتماعاً على مستوى الخبراء، ويضم مندوبين عن تركيا وروسيا، وذلك تحضيراً لجولة جديدة من اجتماعات أستانة الخاصة بسورية، المزمع عقدها في الثالث والرابع من الشهر المقبل. في وقت تُبدي موسكو استعجالها عقدَ جولة جديدة من مفاوضات جنيف؛ إذ تُخطط لاجتماعٍ ثلاثي يضم إلى جانبها الولايات المتحدة والأمم المتحدة، الأسبوع المقبل في المدينة السويسرية.
ويأتي اجتماع طهران اليوم، بحسب ما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، أمس الإثنين، في سياق محادثات أستانة حول سورية، وبمشاركة خبراء من إيران وروسيا وتركيا، معرباً عن أمله في أن تعقد اجتماعات "أستانة 4" يومي الثالث والرابع من مايو/أيار المقبل.
وكان وزير الخارجية الكازخستاني، خيرات عبد الرحمانوف، قد أعلن في وقت سابق أمس، ضرورة توسيع دائرة الدول المراقبة لعملية أستانة، مشيراً إلى أنّ "الجانب الكازاخستاني يعمل على هذه المسألة، وطرحنا مع الدول الضامنة، وخاصة روسيا مسألة إمكانية مشاركة دول عربية مثل السعودية وقطر.. نحن نهتم بأن يكون الاتحاد الأوروبي على اطلاع بمجريات عملية أستانة".
بموازاة ذلك، تبدو موسكو حريصة على الإسراع في عقد جولة جديدة من مفاوضات جنيف، بعد الانتهاء مباشرةً من اجتماع أستانة؛ وتسعى في هذا الإطار، لعقد اجتماعٍ تمهيدي في المدينة السويسرية يضم مسؤولين روساً وأميركيين وأمميين الأسبوع المقبل. لكنها، وبحسب نائب وزير خارجيتها ميخائيل بوغدانوف، لا تزال تنتظر تأكيداً من واشنطن للمشاركة في الاجتماع المرتقب.
ويظهر الاستعجال الروسي واضحاً من كلام وزير الخارجية سيرغي لافروف أمس، عن أنه "لا ينبغي المماطلة" في إجراء جولة جديدة من مفاوضات جنيف، مضيفاً أن بلاده تتوقع "أن يعقد بعد 3 أو 4 مايو/أيار، أي بعد الاجتماع المقبل في أستانة. ونأمل أن يحدد ستيفان دي ميستورا موعداً مناسباً، لأنه يُتوقع حلول شهر رمضان المبارك في نهاية مايو، وربما يجب انتظار انتهائه".
ويُرجح مراقبون ومحللون، أن روسيا تستعجل عقد جولة مفاوضات سورية جديدة، لجس نبض توجهات إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، حيال الملف السوري، بعد الضربة الأميركية لمطار الشعيرات، والتي أتت عقب مقتل أكثر من 80 مدنياً سورياً، بقصف النظام لمدينة خان شيخون جنوبي إدلب بغازاتٍ سامة يوم الرابع من هذا الشهر.