وقررت أجهزة الأمن الاستعانة بقوات أمنية إضافية من عدد من المحافظات المجاورة للقاهرة لزيادة تأمين الزيارة، فضلاً عن إلغاء جميع الإجازات لضباط محافظات القاهرة الكبرى، للوصول لأعلى مستويات التأمين عبر تواجد القيادات الأمنية بالعاصمة.
كما راجع وزير الداخلية خطط التأمين وبدائلها، خاصة في ظل غلق عدد من الشوارع التي سوف يقوم البابا بزيارتها، مثل مقر البابوية بمنطقة العباسية، ومشيخة الأزهر بالدراسة، حيث تم التنسيق مع الإدارة العامة للمرور بتغيير عدد من محاور المرور في عدد من الشوارع، بهدف انتظام الحركة المرورية خلال الزيارة.
وشددت أجهزة الأمن بالقاهرة من إجراءاتها، حيث عززت من تواجدها بمحيط الكنائس، ووضعت حواجز حديدية ثابتة ومتحركة كحرم آمن يمنع فيه مرور أي سيارات أو دراجات نارية، وزيادة أعداد كاميرات المراقبة المثبتة بالكنائس والشوارع المؤدية إليها، وإصلاح البوابات الإلكترونية المعطلة للكشف عن المعادن بمداخل جميع الكنائس.
ودفعت الأجهزة بعدد من عناصر الشرطة النسائية لتأمين الكنائس لتفتيش المترددين عليها من النساء، ووسعت دائرة الاشتباه لمنع أي عمليات إرهابية محتملة. وشنت أجهزة الأمن حملات موسعة تستهدف عدة مناطق بالقاهرة لاستهداف العناصر السياسية والجنائية المطلوبة للجهات الأمنية تزامناً مع زيارة البابا للقاهرة.
وترتكز خطة وزارة الداخلية على عدة محاور، أبرزها تأمين شخصية بابا الفاتيكان نفسه، منذ وصوله للمطار بتعيين طاقم أمني رفيع المستوى من قبل الإدارة العامة للحراسات الخاصة وضباط العمليات الخاصة بوزارة الداخلية لمرافقته في كافة تحركاته، فضلاً عن تأمين القيادات القبطية التي تصاحبه أثناء تحركه، وعلى رأسهم بابا الإسكندرية، تواضروس الثاني. وتصاحب قوة تأمين بابا الفاتيكان سيارات للتشويش على المواد المتفجرة وأجهزة الكشف عنها، فضلاً عن تأمين كافة مسارات موكب البابا أثناء تحركاته منذ وصوله للبلاد وحتى مغادرته للمكان.
ويشهد محيط استاد الدفاع الجوي استنفاراً أمنياً ونشر التشكيلات الأمنية، ويجري قسم المفرقعات بوزارة الداخلية مسحاً شاملاً للاستاد وتعقيمه بالكامل بواسطة الكلاب البوليسية وأجهزة الكشف عن المفرقعات، تحسباً لإقامة قداس للصلاة يقيمه البابا فرانسيس بدلًا من استاد القاهرة.
ومن المنتظر أن يدخل البابا فرانسيس إلى أرض الاستاد في عربة جلبها خصيصا معه، ورفض أن تكون مغطاة أو مصفحة، بل سيارة "غولف" مكشوفة يستطيع من خلالها أن يرى المواطنين ويرونه. كما تؤمّن وزارة الداخلية زيارة البابا لمشيخة الأزهر، واللقاءات التي يجريها البابا أثناء وجوده بالقاهرة بواسطة قوات الأمن المركزي.
وصرحت مصادر أمنية بأن الخدمات التأمينية سوف تنتشر في طريق موكب بابا الفاتيكان خاصة في القاهرة، كما تم تمشيط عدد من المناطق بواسطة الكلاب البوليسية المدربة وأجهزة الكشف عن المفرقعات، موضحاً أن عناصر التأمين تمركزت على كل الطرق المؤدية من وإلى المطار، والقيام بتفقد كل أنحاء القطاعات الأمنية على مدار الساعة لتأمين الزيارة، ونشر عناصر سرية بكافة أرجاء القاهرة خاصة المناطق الحيوية التي يتوقع زيارتها.
ويلتقي البابا فرنسيس، الجمعة، الرئيس عبد الفتاح السيسي، كما سيلتقي البابا تواضروس الثاني، في لقاءٍ أكدت مصادر أنه لقاء مغلق، وسيتوجه معه إلى كنيسة البطرسية لتنظيم صلاة مسكونية لإحياء ذكرى ضحايا كنيستي مارجرجس بمدينة طنطا والمرقصية بالإسكندرية، ثم إلى مشيخة الأزهر لحضور مؤتمر السلام.
كما قامت أجهزة الأمن بتأمين ما يقرب من 150 شخصًا من مساعدي البابا، وعدد من الإعلاميين والصحافيين الذين وصلوا إلى القاهرة خلال الأيام الماضية لمرافقة البابا خلال زيارته للقاهرة، ويقيم معظمهم في بعض الفنادق بمحافظتي القاهرة والجيزة.