وقد تؤدي خطوة "الحشد الشعبي" إلى استنفار أمني أردني إضافي، إذ ستكون المخاطر مضاعفة من جهة مسلحي "داعش" ومسلحي المليشيات، الذين يرافقهم بالعادة مستشارون إيرانيون.
وشهد الأسبوع الماضي ثماني هجمات في مناطق الكيلو 35 والكيلو 7 والتبادل والكسرة، المتاخمة للحدود الأردنية، وأسفرت عن مقتل وإصابة نحو 70 جنديا ومنتسبا بقوات حرس الحدود العراقية.
ولا يفصل الحدود بين البلدين سوى حاجز ترابي بارتفاع يصل إلى نحو 3 أمتار، تقف خلفه وحدات خاصة من القوات الأردنية، مهمتها مراقبة الشريط الحدودي البالغ طوله 181 كلم، وضمان عدم تسلل مسلحين أو مهربين منه إلى أراضي الأردن.
والاثنين، تحدثت قيادات في مليشيا "الحشد الشعبي" عن "إمكانية حمايتها الحدود العراقية– الأردنية"، الأمر الذي اعتبره زعماء قبليون "خطوة تمثل تحديا للجهود الأميركية في دعم عشائر محافظة الأنبار" (غرب العراق).
وأكد آمر الفوج الثاني في مليشيا "بدر"، التي تعمل ضمن "هيئة الحشد الشعبي"، أبو المطوكي، اليوم الاثنين، جاهزية قواته للانتقال إلى الحدود مع الأردن لحمايتها، مطالبا الحكومة بـ"إسناد هذه المهمة".
وأضاف المطوكي أن "الحكومة العراقية تتحمل المسؤولية الكاملة إزاء الهجمات المسلحة التي يشنها عناصر "داعش" على الحدود العراقية – الأردنية"، موضحا، خلال تصريح نقلته وسائل إعلام محلية عراقية، أن "وزارتي الدفاع والداخلية تتحملان مسؤولية إراقة دماء القوات العراقية والمدنيين في المحافظات الغربية، وعلى الحكومة أن تتدخل على الفور"، وفقا لقوله.
وتابع أن ""الحشد" في 2017 ليست "الحشد" عام 2016 وما قبله، على أثر حصولها على التأييد من قبل كافة أبناء الشعب العراقي"، حسب تعبيره.
إلى ذلك، اعتبر عضو تجمع العشائر المتصدية لـ"داعش"، عدنان العيثاوي، أن أي وجود لـ"الحشد الشعبي" قرب الحدود مع الأردن يمثل تحديا للجهود الأميركية في دعم عشائر محافظة الأنبار، مؤكدا، في حديث لـ"العربي الجديد"، على ضرورة "حصر حماية الحدود على القوات العراقية، مع تقديم بعض الإسناد لها من قبل العشائر المحلية إن تطلب الأمر ذلك".
ورجح العيثاوي أن تكون تصريحات قادة "الحشد الشعبي" الأخيرة محاولة للتمهيد للانتشار في المناطق الغربية للأنبار، مشيرا إلى احتمال رفض أغلب عشائر الأنبار لهذه الخطوة التي وصفها بـ"المستفزة".
وأشار إلى وجود اتفاقات سابقة مع الجانب الأميركي تتعلق بالحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية" وحماية الطريق الدولي بين العراق والأردن، متوقعا حصول مشاكل، وربما أزمات، في حال انتشرت المليشيات بالفعل غربي الأنبار.
وتشهد الصحراء الغربية للأنبار هجمات متكررة يشنها تنظيم "داعش" ضد حرس الحدود وقوات الجيش العراقي، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من عناصر الأمن العراقية.
وعلى الرغم من إعلان القوات العراقية، العام الماضي، تحرير مدن الفلوجة والرمادي وهيت، إلا أن تنظيم "داعش" ما يزال يسيطر على بلدات القائم وراوة وعانة والصحراء الغربية في المحافظة التي تصل إلى الحدود مع الأردن وسورية.