وأضاف أن "الفلسطينيين والعرب مستعدون للسلام، وهناك فرصة بالفعل، إذا ما أُحسن اغتنامها، سنصل إلى حل، وسيصبح الصراع تاريخاً، ومن الخطأ الشديد إهدار هذه الفرصة، ونحن ندخل القمة العربية الإسلامية الأميركية، باستراتيجية ذات آمال عريضة"، معتبراً أن الرئيس دونالد ترامب هو "الرقم الحاسم في هذا الحل".
وتابع: "عندما ذهبت إلى البيت الأبيض كان التركيز على مكافحة الإرهاب، وحل القضية الفلسطينية، ولديَّ ثقة كبيرة في شخص الرئيس ترامب، وقدراته، ووعوده، وأعتبره شخصية متفردة، وعظيمة للغاية، فهو إذا دخل في قضية لا يقبل بالفشل، ولا يرضى بغير النجاح، الأمور تسير بإيجابية، وهناك أشياء نُعلن عنها، وأشياء لا نُعلنها".
وأشار إلى عزمه المشاركة في القمة المقرر عقدها في الرياض في 21 مايو/أيار الجاري، وحرصه على تلبية أي دعوة من خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، منوهاً إلى التنسيق والتعاون بين أطراف القمة بدعوى تحقيق الاستقرار في المنطقة، ومجابهة قوى التطرف والإرهاب، وانتشال البلدان العربية من أزماتها.
ولفت السيسي إلى أهمية حل الأزمة الليبية بالنسبة إلى مصر. وقال إن ليبيا "دولة جوار، واستقرارها يؤثر بشكل مباشر على أمننا القومي، ونحن حريصون على لعب دور إيجابي داعم للحل السياسي، ولقائي الأخير مع المشير حفتر كان رائعاً، وأنا أثق به، وأدعم بقوة صمود التوافق بين الأطراف الليبية، فنحن ندعم الجيوش الوطنية في كل البــلدان العربية التي تعاني من أزمات".
وعن أزمة توقف الطيران الروسي للقاهرة، قال: "نحن نُقدر روسيا، ودورهـا، ودعمها لنا، ولا يمكن أن نُعلق علاقتنا على موضوع عودة السياحة، فالعلاقات بين البــلدان أكبر من هذا بكثير، إذ توصلنا إلى اثنين أو ثلاثة من العقود النهائية لاتفاق إنشاء محطة الضبعة النووية، والتفاوض مستمر على ما تبقى من عقود".
ونفى السيسي تهديد الإرهاب لبقاء الدولة المصرية، بقوله إن "شعب مصر وحده هو من يقرر الحفاظ على الدولة وبقاءها من عدمه، والموقف تحسّن أخيراً، وقدرتنا على المجابهة تـزداد بصورة كبيرة، إلا أن الإرهاب قضية لا تنتهي في يوم وليلة، فهناك حجم الخسائر التي لحقت بنا في إيرادات السياحة التي تأثرت بالإرهاب".
وأشار إلى أن حكومته تعمل حالياً على الانتهاء من قانون تشكيل المجلس الأعلى لمكافحة التطرف والإرهاب، والذي سينشغل بقضية كبرى، تتمثل في مواجهة الفكر المتطرف، ومكافحة الإرهاب الناجم عنه، ووضع إجراءات فكرية وإنسانية من خلال عمل مؤسسي، له القدرة على تمرير قراراته على مستوى الدولة.
وعن إعادة ترشحه في الانتخابات الرئاسية، قال: "أريد أن أطمئن الشعب إلى أنه سيد اختياره، ومستعد أن أقاتل مع الناس، مادامت راضية بقتالي، ولنترك هذا الموضوع لحينه، فلكل حادث حديث، ولا أنسى مشهد الرئيس الفرنسي هولانـد، وهو يشير مودّعاً الرئيس الجديد ماكرون، بكل اللطف والأمان، وأتمنى أن أرى هذا المشهد في مصر".
ودعا السيسي إلى عدم الإساءة للأحزاب القائمة، ووصفها بـ"الكرتونية"، قائلاً: "يجب أن نشجعها لتقوم بدور أكثر فاعلية، وأتمنى اندماج الأحـزاب ذات الأيديولوجيات المتشابهة للتنسيق أو الاندماج، وأنا ضد الإساءة لقوانا السياسية، ونكون أشبه بمن يعاير ابنه لو رسب في مادة، ولا يعاونه على النجاح".
وعن أزمة قانون الهيئات القضائية، وإرسال مجلس الدولة مرشحاً وحيداً لرئاسته، قال: "أحترم كل مؤسسات الدولة، وأحافظ عليها، والقضاء مؤسسة محترمة تُحب مصر، وتخاف عليها، أما بالنسبة لمجلس الدولة، فهم درسوا الموضوع بشكل شامل، ووضعوا اختيارهم، وسأتخذ قراري طبقاً للقانون، وللمصلحة الوطنية".
وبسؤاله عن تعرض الأزهر، وشيخه، لهجمة إعلامية شرسة، أجاب السيسي: "الخط العام لنا هو الحفاظ على مؤسسات الدولة المصرية، وتشجيعها على القيام بدورهـا، وتطويرها لتتناسب مع التحديات والمخاطر التي تواجه البلاد، والأزهر له مكانة كبيرة في مصر"، من دون الإشارة إلى إمامه الأكبر، أحمد الطيب.