وكان حفتر والسراج قد وصلا إلى أبوظبي أمس الاثنين، تلبية لدعوة رسمية من الإمارات، دون أن تعلن الدولة المستضيفة عن أسباب الدعوة، لكن المصادر ذكرت، لـ"العربي الجديد"، أن حفتر، مباشرة بعد وصوله ظهر أمس، التقى ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، الشيخ محمد بن زايد، لبحث إمكانية تقريب وجهات النظر مع السراج، الذي وصل في وقت لاحق في اليوم ذاته.
ووفق المصادر ذاتها، فإن ضغوطا دولية كبيرة أرغمت حفتر على القبول بالجلوس إلى السراج بشكل مباشرة، لبحث سبل تجاوز العراقيل التي تواجه تنفيذ الاتفاق السياسي، معتبرة أن موافقة اللواء المتقاعد على الجلوس اعتراف منه بأنه طرف في النزاع الدائر في البلاد، وهو ما أنكره طيلة السنين الماضية.
وعن شكل التفاهمات الممكنة بين المسؤولين الليبيين، قالت المصادر إن حفتر سيستمع إلى مبادرة لوقف لإطلاق النار في كل ليبيا، تتوفر على ضمانات من شأنها إقناع السراج للأطراف المناوئة لقائد جيش البرلمان بها، إلى حين الوصول إلى انتخابات جديدة نهاية العام الحالي.
وأضافت أن حفتر قبل الجلوس مع السراج لبحث المسألة العسكرية الخاصة بقبوله وقف إطلاق النار والتصعيد في الجنوب الليبي، وإمكانية دخول ضباط تابعين لقواته في حوارات مع ضباط عسكريين من مصراته، لتدارس توحيد المؤسسة العسكرية قبل دخول البلاد في الانتخابات.
وتوقعت المصادر أن يعقد اللقاء المباشر بين رئيس المجلس الرئاسي واللواء المتقاعد خلال ساعات اليوم المقبلة، لكنها لا ترجح أن يكون الاجتماع حاسما، و"إنما بداية للقاءات أخرى بين الطرفين".
وكان "العربي الجديد" قد انفرد بخبر لقاء حفتر بمسؤول أميركي رفيع المستوى خلال زيارته منتصف الشهر الماضي للإمارات، نقل إليه طلبا أميركيا بضرورة انخراطه في جلسات حوار ولقائه مسؤولي حكومة الوفاق في طرابلس.