وشهدت الضفة الغربية، اليوم، تواجداً للفلسطينيين في خيام الاعتصام المقامة في مراكز المدن والبلدات الفلسطينية وإغلاقاً للطرق، ومسيرات، ومواجهات في مناطق التماس مع الاحتلال، بالتزامن مع إضراب شل الحياة العامة في فلسطين التاريخية ومخيمات الشتات.
وقال عضو اللجنة الوطنية الفلسطينية العليا لمساندة إضراب الأسرى "الحرية والكرامة"، عصام بكر، لـ"العربي الجديد"، إن "هذه المواجهات الواسعة ويوم الغضب الذي شهدته الأراضي الفلسطينية والإضراب الشامل يأتي تزامناً مع اليوم السادس والثلاثين لإضراب الأسرى، لإيصال رسالة للاحتلال بأن الفلسطينيين جميعاً موحدون خلف الأسرى، وإنه لا بد من التفاف شعبي واسع خلف قضية الأسرى، حيث إن الأيام القادمة ستشهد سلسلة فعاليات تصعيدية مساندة للأسرى، ضمن برنامج أعد لذلك".
وقد انطلقت مسيرة جماهيرية حاشدة من أمام خيمة التضامن مع الأسرى المضربين المقامة وسط مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، باتجاه حاجز قلنديا العسكري المقام على أراضي شمال القدس، وسط الضفة، هتف خلالها المشاركون للأسرى المضربين.
وما أن وصلت المسيرة إلى حاجز قلنديا، هاجمتها قوات الاحتلال واندلعت مواجهات هناك ضد قوات الاحتلال، أطلق فيها الجنود الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الصوت والغاز باتجاه المشاركين، ما أوقع أكثر من 10 إصابات بالاختناق بالغاز وإصابة 4 شبان بجروح في منطقة الأطراف العلوية والسفلية، 3 منهم بالرصاص المعدني وشاب آخر بالرصاص الحي، ونقلت بعض الإصابات للمستشفى لتلقي العلاج، وتمت معالجة بعضها ميدانياً، وما زالت المواجهات متواصلة، كما تم اعتقال طفل خلال تلك المواجهات.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن "وحدة الإسعاف والطوارئ التابعة له أقامت مستشفى ميدانياً داخل مخيم قلنديا المقابل لحاجز قلنديا للاستعداد في حال وجود أي إصابات ليتم علاجها والتعامل مع الإصابات الطفيفة والمتوسطة خلال المواجهات".
وفي مدينة القدس المحتلة، أصيب عدد من الشبان خلال مواجهات ما زالت مستمرة في حي عين اللوزة ببلدة سلوان، جنوب القدس، كما اندلعت مواجهات أخرى بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال في بلدتي أبو ديس والعيزرية، شرق القدس، ما أوقع عدداً من الإصابات في صفوف الشبان.
كما اندلعت مواجهات أخرى في قرية النبي صالح، شمال غرب رام الله، عقب اعتداء قوات الاحتلال على مسيرة مساندة للأسرى، حيث أصيب شاب برصاص التوتو في قدمه، والعديد من الفلسطينيين بحالات اختناق، وأغلقت قوات الاحتلال البوابة الحديدية المقامة عند مدخل القرية، والمؤدية أيضاً إلى قرى بني زيد الغربية ومدينة سلفيت وبعض قراها.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن "الطواقم الطبية في مستشفى سلفيت الحكومي شمال الضفة الغربية، تعاملت مع إصابة متوسطة في البطن برصاص الاحتلال الحي، لشاب من قرية بيت ريما شمال رام الله وسط الضفة، وهو حالياً في غرف العمليات، وحالته مستقرة".
وإلى الشمال من الضفة الغربية، أصيب شاب بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط وعدد من الفلسطينيين بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، بينهم مسن، خلال مواجهات شهدتها بلدة دير شرف، شمال غرب نابلس، وذلك بعد أن أغلق شبان غاضبون مفرق البلدة الرابط بين بعض المدن الشمالية من الضفة، للتضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام، في حين اندلعت مواجهات أخرى في شارع القدس، شرق مدينة نابلس، أطلق خلالها جنود الاحتلال قنابل الغاز باتجاه الشبان.
وفي السياق، اندلعت مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال في محيط حاجز "نتساني عوز" العسكري المقام غرب مدينة طولكرم، شمال الضفة، ومواجهات أخرى في محيط جامعة خضوري بمدينة طولكرم، ما أوقع عدداً من الإصابات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع.
كما اندلعت مواجهات أخرى في بلدة عزون، غرب قلقيلية، إلى الشمال من الضفة الغربية، أصيب خلالها عدد من الشبان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وبحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، بينما أمطرت قوات الاحتلال منازل الفلسطينيين في البلدة بقنابل الغاز، ما أدى لإصابة العشرات بحالات إغماء.
إلى ذلك، اندلعت مواجهات على المدخل الجنوبي لمدينة أريحا، شرق الضفة الغربية، دعماً وإسناداً للأسرى المضربين، بينما نظمت وقفة تضامنية مع المضربين في خيمة الاعتصام المقامة وسط مدينة أريحا.
وإلى الجنوب من الضفة الغربية، اندلعت مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال في بلدة بيت أمر، شمال الخليل، أوقعت عدداً من الإصابات بحالات اختناق، بينما كانت قوات الاحتلال قد اعتقلت طفلين في الخامسة عشرة بعد ملاحقتهما وإطلاق الرصاص صوبهما، في واد قبّون، قرب ضاحية الرامة في مدينة الخليل، وهما من بلدة حلحول في محافظة الخليل.
بينما اندلعت مواجهات في منطقة باب الزاوية، وسط مدينة الخليل، أصيب خلالها مواطن فلسطيني في رأسه وآخر أصيب برصاص "التوتو" في قدمه، والعشرات بحالات اختناق جراء استنشاقهم الغاز السام، وتمت معالجتهم ميدانياً.
كما اندلعت مواجهات في منطقة زيف بمدينة يطا، جنوب الخليل، عقب مسيرة مساندة للأسرى المضربين، أصيب خلالها العشرات من الفلسطينيين بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، كما أصيب شابان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وفق ما ذكرت مصادر طبية وصحافية. وفي تلك المواجهات في منطقة زيف، ترجل مستوطن من مركبته أثناء عبوره الطريق الالتفافي، بحماية جنود الاحتلال، وأطلق الرصاص صوب الشبان.