ومن المرجح انتقالهم بعد وصولهم إلى دمشق إلى منطقة التنف السورية الحدودية مع العراق والقريبة من الأردن، إذ تحشد قوات النظام لمهاجمة مناطق شرقي سورية عند بلدة البو كمال الحدودية مع العراق، حيث المعبر الرسمي الوحيد بين البلدين.
وتنتشر 13 مليشيا عراقية في سورية للقتال إلى جانب قوات نظام بشار الأسد منذ سنوات، تقول بغداد إنها غير قادرة على إيقاف تدفقهم إلى سورية، حسب وزير الخارجية، إبراهيم الجعفري، إلا أن عملية انتقالهم العلنية عبر مطار بغداد، والمكاتب العلنية لتجنيد الشباب في بغداد ومدن جنوب العراق، للقتال إلى جانب الأسد، فضلاً عن اعترافات قادة مليشيات "الحشد" بوجود أجنحة لها في سورية، ينفي حديث الوزير الجعفري.
وذكر مسؤول في وزارة الداخلية العراقية ببغداد، لـ"العربي الجديد"، أن طائرة تابعة للخطوط الجوية العراقية أقلت 270 عنصراً من مليشيات "الخراساني" و"حزب الله العراقي" و"كتائب سيد الشهداء" إلى مطار دمشق الدولي، مرجحاً أن تكون أعداد المليشيات الجديدة متوجة إلى سورية لتعزيز جبهة قوات النظام في البادية الشرقية قرب التنف السورية، مؤكداً أن "جميعهم عراقيون".
مصادر في مطار بغداد الدولي أكدت الأنباء ذاتها، موضحة لـ"العربي الجديد" أنها الرحلة رقم 6 خلال هذا الشهر للمليشيات، وبالعادة ترجع الطائرة بأعضاء مليشيات عراقية آخرين للتمتع بالإجازة.
والخميس، قصفت مقاتلات أميركية قوات تابعة لنظام الأسد في التنف، خلفت خسائر في صفوفها، وأصدر زعيم مليشيا عراقية موالية لإيران بياناً أكد ذلك.
وقال زعيم مليشيا "كتائب سيد الشهداء"، والتي تعمل أيضاً ضمن "الحشد الشعبي"، أبو آلاء الولائي، في بيان مقتضب صدر في بغداد بعد القصف الأميركي بساعات، إن "طائرات أميركية قصفت كتائب سيد الشهداء على طريق منطقة البو كمال قرب الحدود العراقية مع سورية"، دون ذكر المزيد من التفاصيل.
ولم يذكر الولائي عما تسبب به القصف من خسائر، إلا أن مصادر مقربة من المليشيا أكدت مصرع وإصابة عدد من أعضائها في الضربة الأميركية.