وعلى الرغم من نفي المتحدث باسم مجلس شورى مجاهدي درنة، في تصريحات إعلامية، تعرّض مواقع المجلس لأية ضربات، فقد أكد مصدر مقرب من مجلس شورى المدينة لـ"العربي الجديد" أن القصف "طاول مدرسة بحي الجبيلة، ومعسكراً في منطقة بومسافر، وتمركزاً تابعاً للمجلس وسط البلاد، بالإضافة لمواقع في طرف المدينة الجنوبي".
وأضاف المصدر أن القصف "أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين والمقاتلين، لم يتم حصرهم حتى الآن، بالإضافة إلى أضرار مادية بليغة".
وأوضح أن القصف الجوي "استهدف بشكل مركّز تمركزاتنا جنوب المدينة، والتي تعد خط الدفاع الأول ضد قوات حفتر، والتي تحاصر المدينة منذ أكثر من سنة"، لافتاً إلى أن القصف يمهّد لاحتلال "حفتر" المدينة.
من جانبه، أقرّ التلفزيون المصري الحكومي بأن القوات الجوية المصرية قامت بتوجيه ست ضربات جوية مركّزة داخل العمق الليبي تستهدف ما سمّاها "تنظيمات إرهابية مدعومة من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، لتنفيذ عمليات إرهابية ضخمة داخل الأراضي المصرية".
وأضاف التلفزيون أنه "تم تنفيذ ست طلعات لاستهداف ستة تمركزات، وتم ذلك بالمنطقة الشرقية بالقرب من مدينة درنة".
وقال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إنه جرى توجيه ضربات قوية لمعسكرات الإرهابيين، من دون الكشف عن طبيعتها، مشدداً على أن "مصر لن تتردّد في ضرب معسكرات الإرهابيين سواء في داخل البلاد أو خارج حدودها"، وذلك في أول تعقيب له على حادث استهداف 28 مسيحياً بمحافظة المنيا، جنوبي البلاد.
وأضاف السيسي، في كلمة متلفزة، مساء الجمعة، أنه بسقوط نظام معمر القذافي في ليبيا "كنا نعلم أن هناك شراً كبيراً سيأتي إلى مصر، وتواجدت قوات الأمن لتأمين الحدود الغربية"، متابعاً "خلال العامين الماضيين فقط حجم العربيات الدفع الرباعي التي عبرت الحدود إلى مصر اقتربت من الألف سيارة، وخلال الثلاثة أشهر الأخيرة دمرنا 300 عربية".
وتابع: "أرجو الرسالة دي تبقى واضحة للجميع، نحن لن نتردد في حماية شعبنا من الشر وأهله.. وبقول للمجتمع الدولي أننا أطلقنا استراتيجية في القمة الإسلامية – الأميركية، ولو اجتمعنا عليها، واتحركنا، هانقدر نصمد، ونهزم أهل الشر.. والدول الداعمة للإرهاب، وتقدم له المال والسلاح والتدريب فيجب أن تعاقب، ولا مجاملة، أو مصالحة معهم".
وزاد السيسي: "مصر تخوض حرباً ضد الإرهاب بالنيابة عن كافة دول العالم، وهناك جهود كبيرة تُبذل من جانب أجهزة الدولة لحماية شعب مصر، وأمنها.. واللي شفته النهارده مش هايعدي كده، والمعسكرات اللي خرجت منها، وتم التدريب فيها للعناصر الإرهابية تم توجيه ضربة ليها جامدة جداً"، في إشارة إلى توجيه القوات الجوية المصرية ست ضربات في مدينة درنة بليبيا.
واختص السيسي الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في كلمته، قائلاً "فخامة الرئيس ترامب، أثق فيك، وفي كلامك، وقدرتك على مواجهة الإرهاب بجميع منابعه بمناطق العالم"، مشيراً إلى أن "هدف الإرهابيين هو إسقاط الدولة المصرية، وإحداث فتنة بين المسلمين والمسيحيين، وتصدير صورة غير حقيقية بأن (الأقباط غير آمنين)، بهدف ضرب تماسك المصريين".
واختتم حديثه: "مصر إذا سقط سادت الفوضى في العالم كله، وكل الجهود تُبذل لضرب الاقتصاد المصري، والسلام الاجتماعي من أعدائها.. صحيح إحنا متألمين، ومجروحين من الي حصل، ولكننا ندفع ثمناً للحرية بدلاً من التطرف والإرهاب".