وجاء الاجتماع، الذي لم يعلن عنه من قبل، في الوقت الذي يسعى فيه ماكرون إلى مراجعة سياسة فرنسا تجاه الحرب في سورية منذ ست سنوات.
وقال مكتب ماكرون في بيان "الرئيس تحدث عن التزامه الشخصي تجاه الملف السوري ودعمه المعارضة السورية في ضوء العمل من أجل الانتقال السياسي".
واستقبل ماكرون حجاب والوفد المرافق له والمكون من سفير الائتلاف الوطني السوري في باريس، منذر ماخوس، ومساعد المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات، جورج صبرا، وعضو وفد مفاوضات جنيف، السيدة بسمة قضماني، حسب ما جاء في بيان الرئاسة الفرنسية.
ويكتسي هذا اللقاء أهمية خاصة بعد تصريحات ماكرون، التي أدلى بها أمس الإثنين والتي باتت تشكل ملامح تغير في الموقف الفرنسي من الأزمة السورية.
وشدد ماكرون على أن الأولوية بالنسبة لفرنسا هي محاربة الجماعات المتطرفة. كما أكد أن "الجهود المبذولة في مباحثات أستانة ليست مبعث ارتياح" بالنسبة لفرنسا، ولن تمكن من "تسوية النزاع على المدى الطويل".
ويعتبر هذا الموقف الأخير منسجما مع تصريحات كان قد أدلى بها حجاب مؤخرا بعد اجتماع عقدته الهيئة العليا للمفاوضات في الرياض، أكد فيها "التمسك بالقرارات الدولية الناظمة للحل في سورية، ورفض كل محاولة للخروج عنها، خاصة ما تقوم به روسيا عبر محادثات أستانة التي لا تتوفر على أفق سياسي".
ومن المتوقع أن ينتقل وفد المعارضة السورية إلى مباحثات جنيف إلى بروكسل، يوم الجمعة المقبل، لإجراء محادثات حول الوضع السوري مع المسؤولة عن السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني.
وخلال لقائه أمس مع بوتين، شدد ماكرون على وجود خطوط حمراء في سورية بالنسبة لفرنسا، وتعهد برد فوري في سورية في حال تم استخدام السلاح الكيميائي.
ويعتبر هذا التصريح نقلة نوعية في الموقف الفرنسي من الأزمة السورية باعتباره يؤسس لسلوك جديد، يهدد باستعمال القوة ضد كل من يستعمل السلاح الكيميائي في سورية، سواء من طرف قوات النظام السوري أو المعارضة من دون انتظار قرارات مجلس الأمن الدولي.
وجواباً عن سؤال حول احتمال إعادة فتح السفارة الفرنسية في دمشق "تماشياً مع الرغبة في تعزيز التعاون مع روسيا في الملف السوري"، قال ماكرون إن موضوع السفارة ليس وارداً في الوقت الحالي، مشيراً إلى عدم اقتناع فرنسا بفعالية محادثات أستانة بين النظام والمعارضة برعاية روسيا وتركيا وإيران.
كذلك التقى حجاب والوفد المرافق له مع وزير الخارجية الألماني، زيغمار غابرييل، بمقر الوزارة في العاصمة الألمانية برلين، أمس الإثنين، حيث تم بحث مستجدات الساحة السورية.
وفي معرض الحديث عن الوساطة الأممية، أكد حجاب التزام الهيئة العليا للمفاوضات بالحل السلمي وبدعم الوساطة الأممية للتوصل إلى عملية انتقال سياسي، ملمحاً إلى ضرورة التقدم بأطروحات جديدة تتناسب مع عمق التحولات التي تشهدها المنطقة، وفق بيان للهيئة.
وأكد حجاب أنّ عملية الانتقال السياسي وما يرتبط بها من ترتيبات لا بد أن تتم وفق الوساطة الأممية في جنيف، مضيفاً: "ملتزمون بالعملية السياسية، ونتسم بالواقعية والانفتاح، ولذلك فإن جهودنا تركز على دعم المحاور التفاوضية".