وانتهت عملية القدس، مساء أمس الجمعة، باستشهاد ثلاثة شبان فلسطينيين برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، بزعم تنفيذهم عمليتي طعن وإطلاق نار في منطقة باب العمود، مما أدى إلى مقتل مجندة إسرائيلية وإصابة جندي إسرائيلي آخر.
وقال عماد زهران رئيس مجلس قروي دير أبو مشعل، لـ"العربي الجديد"، اليوم السبت، إنّ "نحو 50 آلية عسكرية إسرائيلية اقتحمت القرية من أربعة محاور، وسبقها إغلاق المدخل الشمالي الرئيسي للقرية ببوابة حديدية، بينما الطرق الأخرى فرعية ترابية".
ولفت إلى أنّ قوات الاحتلال، "منعت المواطنين من الدخول أو الخروج من القرية، وسمحت بالتنسيق لخروج المرضى وطلبة الثانوية العامة الذين يتقدّمون لامتحاناتهم في قرى مجاورة، بتنسيق مسبق من خلال الارتباط الفلسطيني".
وأضاف زهران، أنّ "قوات الاحتلال، يرافقها ضباط إسرائيليون كبار، منهم مسؤول المنطقة وقائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال الجنرال روني نوما، اقتحمت القرية، ومن ثم فتشت عدداً من المنازل، وكذلك داهمت منازل عائلات الشهداء المتهمين بتنفيذ عملية القدس، وحققت مع أفرادها ميدانياً لعدة ساعات، وأبلغتهم شفوياً نيتها هدم منازلهم".
ولفت زهران، إلى أنّ مواجهات بين شبان وقوات الاحتلال، ما زالت مستمرة، منذ بدء حصار قوات الاحتلال للقرية واقتحامها، مشيراً إلى أنّ قوات الاحتلال، أصابت 3 شبان بجروح بالرصاص الحي والمطاطي بالأطراف السفلية، بينما صادرت عدة مركبات من الأهالي، من دون توضيح الأسباب.
وكانت حكومة الاحتلال الإسرائيلي قد أمرت، مساء أمس الجمعة، بإلغاء تصاريح الزيارات العائلية من الضفة الغربية إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، فوراً، مع الإبقاء على التصاريح الممنوحة للصلاة في المسجد الأقصى، خلال شهر رمضان.
وقد قتلت قوات الاحتلال، ثلاثة فلسطينيين، من قرية دير أبو مشعل غربي رام الله، وهم: براء صالح، وعادل عنكوش، وأسامة عطا، وذلك بزعم تنفيذهم عمليتي طعن وإطلاق نار في منطقة باب العمود بمدينة القدس، مساء أمس الجمعة.
كما أصابت قوات الاحتلال، شاباً فلسطينياً آخر من المارة، نُقل لإحدى المستشفيات، وعقب ذلك، حولت قوات الاحتلال مدينة القدس، إلى ثكنة عسكرية، وأغلقت عدة مناطق فيها.
من جانب آخر، تواصل قوات الاحتلال، منذ فجر اليوم السبت، القيام بحملة تفتيش وبحث وصفت بـ"المسعورة" في محيط مدينة القدس، وبالقرب من حواجزها العسكرية المنتشرة حول المدينة وداخل البلدة القديمة، بحثاً عن شبان من الضفة الغربية كانوا نجحوا في الدخول إلى القدس، بعد منعهم من قبل سلطات الاحتلال، من الدخول للصلاة في المسجد الأقصى.
وأفاد نشطاء، وهم شهود عيان، لـ"العربي الجديد"، بأنّ دوريات مكثفة لقوات الاحتلال، تقوم بعمليات تمشيط على امتداد جدار الفصل العنصري المحيط بالقدس من جميع الاتجاهات، حيث تنصب كمائن هناك، وفي نقاط توصف بأنّها "ثغرات"، تسلّل منها عشرات الشبان إلى القدس، خاصة في منطقتي رأس كبسة وقرية قلنديا، وبالقرب من مخيم شعفاط.
وفي البلدة القديمة من القدس، تكثّف قوات أخرى من الاحتلال، عمليات التدقيق في البطاقات الشخصية للشبان، وتحديداً في منطقتي باب العمود، التي كانت مسرحاً لعملية القدس، وبالقرب من أبواب المسجد الأقصى، حيث اعتكفت أعداد كبيرة من الشبان بداخله.
ووجّه نشطاء مقدسيون، نداء إلى المعتكفين داخل الأقصى، من أبناء الضفة الغربية لعدم مغادرته، كي لا يتعرضوا للاعتقال والتنكيل من قبل قوات الاحتلال، ودعوهم إلى توخي الحذر.
وعلى محاور الطرق المؤدية إلى حاجز قلنديا شمال القدس، كانت قوات الاحتلال قد أوقفت، فجر اليوم، العديد من حافلات الركاب التي تقل فلسطينيين من أبناء الضفة الغربية، واحتجزت شباناً، وصادرت تصاريح دخولهم للقدس، وفعلت الشيء ذاته على حاجزي مخيم شعفاط شمال القدس، وبيت لحم الشمالي.
في سياق منفصل، ذكرت مصادر صحافية، أنّ قوات الاحتلال أغلقت، الليلة الماضية، قرى رمانة وزبوبا والطيبة غربي جنين شمالي الضفة الغربية، وأعلنتها منطقة عسكرية مغلقة، وأقامت حواجز عسكرية على مداخل القرى الثلاث، ومنعت الفلسطينيين من الدخول إليها أو الخروج منها.
كما احتجزت قوات الاحتلال، عدداً من الشبان واستجوبتهم، فيما شرع جنود بتفتيش واسع بين كروم الزيتون في المنطقة، وأُطلقت صفارات الإنذار في معسكر سالم القريب، من دون أن تُعرف الأسباب.