مع اقتراب انتهاء رمضان ورفع درجات التأهب الأمنية التي أصبحت ترافق الأعياد والمواسم التونسية خوفاً من عمليات إرهابية، تواترت تصريحات المسؤولين التونسيين للتأكيد على تحسّن المؤشرات الأمنية.
وللعام الثاني على التوالي مرّ شهر رمضان خالياً من عمليات إرهابية كما عاشتها تونس في السنوات السابقة، وباستثناء عملية قتل الراعي التي عكست فشل المجموعات الإرهابية المتحصنة في الجبال، واستغلالها أي فرصة لتحقيق أي ضربة ممكنة، فإن الحصار عليها وقطع طريق الإمدادات من المدن المحيطة أثبت نجاعته بشكل واضح وجلي، وهو ما دفع وزير الدفاع، فرحات الحرشاني، إلى التأكيد على أن الانتصار على الإرهاب بدأت تتضح معالمه نهائياً.
وقال الحرشاني، أمس الجمعة، لدى تدشينه المعرض الوثائقي الذي أقيم بمناسبة الذكرى 61 لانبعاث الجيش التونسي، إن القضاء على آفة الإرهاب في تونس في مراحله الأخيرة، وإن الانتصارات التي حققتها المؤسسة العسكرية في ملحمة بن قردان هي خير شاهد على قدرتها على التصدي للإرهاب وضمان حماية تونس.
وبيّن الحرشاني، في تصريح لإذاعة "شمس"، أهمية التجهيزات العسكرية والمعلومات الاستخباراتية في مقاومة الإرهاب، مشيراً إلى أهمية مشروع المراقبة الإلكترونية العصرية للحدود، بما سيمكن من رصد كل التحركات المشبوهة سواء للأشخاص أو للعربات، وخاصة في مستوى المناطق الحدودية مع ليبيا.
وتشهد هذه المناطق منذ أيام تحركات متواترة لشبكات التهريب، إذ تبادلت أمس الجمعة دورية عسكرية عاملة بـ "قطعاية اليهودي" بالمنطقة الحدودية العازلة في بن قردان، إطلاق النار مع مسلحين على متن سيارة تهريب رباعية الدفع، وأجبرتهم على العودة إلى التراب الليبي بعد أن اجتازوا الحدود التونسية الليبية وحاولوا الاقتراب من الساتر الترابي.
وأكدت وزارة الدفاع الوطني في بيان لها أنه تم إيقاف شخصين بعين المكان من دون وثائق هوية وصرحا بأنهما من بنقردان.
كذلك قامت الوحدات العسكرية بـ"العذيبات"، صباح أمس، بإطلاق عيارات نارية تحذيرية، لإيقاف سيارة تهريب قادمة من التراب الليبي، ما أجبرها على العودة أدراجها وإسقاط سلع متنوعة كانت على متنها.
وفي وقت سابق، من فجر الجمعة، حجزت التشكيلة العسكرية العاملة بجهة "الكسر" (الذهيبة) 130 رأس غنم قادمة من ليبيا من دون راعٍ.
من جانب آخر، وعلى هامش زيارة أدّاها إلى الإدارة العامة للتكوين بصلامبو، أكّد وزير الداخلية الهادي مجدوب، في معرض حديثه عن الوضع الأمني حالياً، أنّ المواطن التونسي بات يشعر بأمان أكبر وهو ما تجسد بصفة فعلية خلال شهر رمضان.
وشدّد مجدوب على أنّ الوضع الأمني تحت السيطرة بفضل العمل الكبير الذي تقوم به المؤسّسة الأمنية وهو ما سيساهم في إنجاح الموسم السياحي.
وبعد تأمين شهر رمضان والامتحانات الوطنية، تتهيّأ القوات الأمنية التونسية لموسم السياحة الذي سينطلق مباشرة بعد العيد، وهو موسم تحمل عليه الحكومة جملة من الرهانات الكبيرة، إذ تتوقع ارتفاعاً في عدد السياح الوافدين على تونس بعد تراجع لافت شهدته السنوات الماضية.
وتعوّل تونس على إنجاح هذا الموعد لتصحيح الصورة التي ارتسمت في كثير من الدول الأوروبية عن المخاوف الأمنية، خصوصاً في أسواق تقليدية مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا وغيرها. وتطالب الحكومة التونسية هذه الدول برفع التحذيرات الأمنية عن رعاياها للعودة إلى تونس، إذ يتشابه الوضع الأمني في تونس مع هذه الدول التي لم تسلم بدورها من عمليات إرهابية، أكثر تواتراً في الفترة الأخيرة من تونس، على الرغم من إمكاناتها الكبيرة في المراقبة والتوقي، وتجهيزاتها التي لا تقارن مع تونس.