وأكّد الناشط جلال التلاوي، في حديث مع "العربي الجديد"، أنّ مدير سجن حمص المركزي العميد عبدو يوسف كرم مع عدد من ضباط النظام هددوا معتقلين في السجن باقتحام القسم المتواجدين فيه من السجن بالسلاح في حال لم يتراجع المعتقلون عن مطلب الإفراج عنهم.
وتحدث "العربي الجديد" مع معتقلين من داخل السجن فضلوا عدم ذكر أسمائهم، وأكّدوا أن وفداً تم تشكيله من المعتقلين والتقوا بمدير السجن الذي وجه لهم عبارات تهديد منها "إن لم تتوقفوا سندوس على رؤوسكم"، وتحدثوا عن حالة توتر كبيرة بين المعتقلين وصلت إلى حد الاستعصاء الحقيقي.
وأوضح المعتقلون أن كافة المشاركين في الاستعصاء هم من المعتقلين العزل الذين واجهوا النظام السوري برأيهم، ويبلغ عددهم أكثر من 450 معتقلا، وكان من المفترض إخراجهم ضمن صفقة حي الوعر لكن النظام أخلف في وعوده.
وتحدث المعتقلون أن النظام لم يقم حتى الآن بقطع الاتصال عن السجن، وفي حال عمد إلى قطع الاتصال فمن الممكن أن تحدث جريمة بحق المعتقلين، بينما طالبهم بتسليم كافة أجهزة الموبايل الموجودة بحوزتهم.
ووجه المعتقلون إلى وسائل الإعلام رسالة ناشدوا فيها العمل على نقل ما يحدث في سجن حمص وإيصاله إلى الأمم المتحدة من أجل التدخل لحمايتهم قبل وقوع جريمة بحقهم، حيث تحاول مليشيات "الدفاع الوطني" عبر ضباط داخل السجن استغلال اعتقالهم في السجن لغايات عدّة منها ابتزازهم لدفع المال وغايات آخرى.
وأكد المعتقلون أنهم خرجوا في تظاهرة وطالبوا بالإفراج عنهم، ولم يقوموا بأي عنف ضد قوات النظام، والنظام يقوم بالمتاجرة بهم من أجل مكاسب سياسية، وتحدثوا أيضاً عن أحكام جائرة صدرت بحق البعض منهم، بينما هناك معتلقون في السجن دون محاكمة منذ مدة طويلة، وشدد المعتقلون على "المضي في الاحتجاج حتى نيل مطلبهم، ولن يرضخوا لتهديدات النظام".
وأضافوا أن "مليشيات النظام تقوم ببيع الكهرباء والمياه بعد المساومة عليها مع المعتقلين داخل السجن، كما تقوم ببيعهم خطوط الاتصال وأجهزة الموبايل بأسعار خيالية، وتبتزهم بأي حق من حقوقهم كسجناء من أجل الحصول على المال مقابل إعطاء المعتقل جزءاً من حقوقه، كما تقوم المليشيات بسرقة الطعام المخصص للمعتقلين".
ويضم سجن حمص المركزي مئات المعتقلين على خلفية معارضة النظام السوري، وصدر بحق الكثير منهم أحكام جائرة وصلت إلى حد الإعدام والسجن المؤبد، فيما تقوم مليشيات "الدفاع الوطني" بالعمل على إبقاء المعتقلين في السجن بهدف كسب مبالغ مالية من ذويهم بعد ابتزازهم داخل السجن.