البيت الأبيض يدرس خطوات ما بعد شهادة كومي...ويباشر بملاحقته لتسريب معلومات سرية
وبعد امتناع الرئيس دونالد ترامب أمس الخميس، عن التعليق مباشرة على اتهامات كومي، وترك الأمر لفريقه القانوني، الذي نفى في بيان أصدره أن يكون الرئيس قد طلب من مدير الإف بي آي السابق تقديم الولاء له، ووقف التحقيق مع مستشار الأمن القومي المستقيل، الجنرال مايكل فلين، عاد ترامب صباح اليوم الجمعة إلى التغريد على تويتر.
واعتبر الرئيس الأميركي أن ما جرى في الكونغرس بمثابة نصر سياسي له، كون شهادة كومي بيضت صفحة الرئيس، وأكدت مجددا أنه ليس خاضعا لأي تحقيقات.
وأضاف ترامب إلى اتهاماته لكومي بالكذب تهمة أخرى، تتعلق بتسريب المعلومات السرية، وذلك استنادا إلى ما كشفه كومي في شهادته من أنه سرب عبر صديق له محتوى تقارير جلساته الخاصة مع الرئيس إلى صحيفة نيويورك تايمز.
وشهد البيت الأبيض في الساعات الماضية حالة استنفار واجتماعات متواصلة لفريق المستشارين القانونيين للرئيس، للبحث في كافة الاحتمالات والخطوات والإجراءات المقبلة، ومنها المباشرة بإقامة دعوى قضائية لملاحقة مدير الإف بي آي المقال من منصبه بتهمة تسريب معلومات سرية، ووضع ذلك في سياق التحقيقات بملف تسريب المعلومات السرية من وكالات الأمن الأميركية، الذي تسعى إدارة ترامب إلى تحريكه، بموازاة التحقيقات في التدخل الروسي.
في المقابل، يرى خصوم ترامب أن شهادة كومي وضعت الأرضية القانونية لبناء قضية ضد الرئيس، واتهامه بعرقلة عمل العدالة من خلال محاولته التأثير على سير التحقيقات في التدخل الروسي، وفي اتصالات عدد من مستشاريه وفريقه الانتخابي مع مسؤولين روس قبل الانتخابات وبعدها.
وكان لافتاً في شهادة كومي أمام الكونغرس، التي تقصد توزيعها على أعضاء لجنة الاستخبارات، ونشرها في وسائل الإعلام عشية الجلسة، أنها قدمت رواية مكتملة للظروف التي أحاطت بقرار البيت الأبيض إقالته من مكتب التحقيقات الفدرالي.
وقد أشار كومي في شهادته إلى أنه منذ اللقاء الأول مع ترامب بدأ في توثيق اجتماعاته ومحادثاته مع الرئيس، بانتظار لحظة المواجهة.
وبرر خطوته بتسريب محاضر الاجتماعات إلى وسائل الإعلام، بأنها جاءت رداً على تغريدة لترامب قال فيها إن لديه تسجيلات عن محادثاته مع كومي، وأنه أراد تسريع عملية تعيين روبرت مولر محققاً خاصاً لمتابعة ملف التحقيقات الروسية.