وخلال المسيرات التي دخلت إلى ساحات الأقصى من بابي الأسباط وحطة، ردد الشبان التكبيرات وهتافات افتداء الأقصى وتحية الشهداء، وقامت نساء القدس بتوزيع الحلوى ابتهاجاً، في حين حاول جنود الاحتلال منعهن من ذلك.
وبعد أن أمّ الشيخ يوسف أبو اسنينه المصلين في صلاة المغرب، عادت حشود كبيرة من الشبان لتنطلق بمسيرة ثانية، اعتلت ساحة سطح الصخرة، وجددت البيعة للدفاع عن الأقصى، في وقت عززت سلطات الاحتلال قواتها، واستقدمت عناصر نسائية أخضعت النساء المقدسيات للتفتيش.
وكانت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس قد أعلنت في وقتٍ سابق اليوم أن سلطات الاحتلال فتحت جميع أبواب المسجد الأقصى، وأوقفت تحديد أعمار المصلين الوافدين إليه ابتداء من بعد صلاة عصر الجمعة، بعد قيود وإجراءات مشددة كانت قد فرضتها على دخول المصلين إلى الأقصى فجراً.
وجاء في بيان صحافي صادر عنها: "على مدار الأسبوعين سيطرت قوات الاحتلال على كافة أبواب المسجد الأقصى المبارك وأغلقتها بوجه المصلين، مع بدء نشر البوابات الإلكترونية على أبواب المسجد الأقصى المبارك، وتحديداً باب الأسباط وباب الحديد والمجلس وباب السلسلة، ضمن الإجراءات العسكرية والسيطرة على المسجد الأقصى المبارك. ولكن، بعد ردود فعل الشارع المقدسي، احتجاجاً على نصب البوابات، واستكمال المخططات لنصب جسور لوضع الكاميرات المراقبة، لفحص دخول وخروج المواطنين، تمّت إزالتها بعد أحد عشر يوماً".
وأشار إلى أنه "بعد الاتفاق على إعادة فتح الأبواب، تراجعت سلطات الاحتلال أمس الخميس، بعد اندلاع المواجهات عند مدخل باب حطة، وأعادت فرض المتاريس الحديدية وتحديد أعمار المصلين، من أداء صلاة الجمعة وباقي الصلوات، فقامت الدائرة الاتصالات المكثفة مع الأردن من أجل الضغط على الحكومة الإسرائيلية".
وأشار البيان إلى أنه "في الأخير، وصل الاتفاق، من أجل إعادة الأمور لما كانت عليه في السابق، دون قيد أو شروط، سواء كانت على دائرة أوقاف القدس أو المواطنين".
بدوره، أكّد القائم بأعمال قاضي القضاة، الشيخ واصف البكري، لـ"العربي الجديد"، أن "فتح أبواب الأقصى كان يفترض أن يتم الالتزام به منذ يوم أمس، لكن ما حدث هو أن سلطات الاحتلال لم تلتزم بتعهدها، وقامت باقتحام الأقصى والاعتداء على المصلين فيه".
وبالقرب من باب المجلس عند ملتقى شارع الواد، كان جنود الاحتلال قد منعوا النائب حنين الزعبي من الدخول إلى المسجد الأقصى، كذلك منعوا عدداً من المرابطات المبعدات عن الأقصى، في وقت أدت فيه جموع كبيرة من المواطنين صلاتي الظهر والعصر في الشوارع والساحات العامة، خاصة قرب باب الأسباط، وساحة المصرارة، وشارعي الواد وصلاح الدين.
إلى ذلك، أفاد مدير نادي الأسير في القدس المحتلة، ناصر قوس، "العربي الجديد"، بأن قوات الاحتلال أطلقت صباح اليوم سراح 132 شاباً فلسطينياً كانت قد اعتقلتهم من داخل المسجد القبلي بعد صلاة العشاء، واعتدت عليهم جميعاً بالضرب المبرح، ما أدى إلى إصابة معظمهم برضوض وكسور، في حين تقرر إبعادهم عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة لمدة أسبوعين، ويشمل ذلك حتى من يقطنون بجوار الأقصى.