وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية، الجمعة، أنّ كوريا الشمالية أطلقت صاروخاً باليستياً عابراً للقارات قطع مسافة نحو ألف كيلومتر. وقال المتحدث باسم الوزارة جيف ديفيس "نقدر أنّ الصاروخ كان عابراً للقارات كما كان متوقعاً. أُطلق من موبيونغ-ني، وقطع مسافة نحو ألف كيلومتر، قبل أن يهوي في بحر اليابان. نعمل مع شركائنا على تقييم مفصل أكثر" بهذا الصدد.
وأكد عملية الإطلاق رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ووزارة الدفاع الكورية الجنوبية. وذكرت كالة "يونهاب" الكورية الجنوبية، نقلاً عن رئاسة أركان الجيش، أنّ الصاروخ أُطلق من مقاطعة جاغانغ في كوريا الشمالية، وسقط في البحر الشرقي (بحر اليابان).
وجاءت التجربة الصاروخية الجديدة، بعيد ساعات قليلة من إقرار مجلس الشيوخ الأميركي عقوبات على بيونغ يانغ، كما فرضت اليابان عقوبات على شركتين صينيتين، وضمنها بنك متهم بغسل أموال كوريا الشمالية.
وفي أول تعليق على التجربة الجديدة، قال الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون إنّ أراضي الولايات المتحدة بكاملها باتت في مرمى صواريخ بيونغ يانغ، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية.
واعتبر كيم جونغ أون، مساء الجمعة، أنّ التجربة الصاروخية الأخيرة تظهر قدرة بلاده على إطلاق صاروخ "في أي مكان وأي وقت".
غضب أميركي
اعتبر الرئيس دونالد ترامب، أنّ اختبار كوريا الشمالية صاروخا بالستياً عابراً للقارات عملية "متهورة وخطيرة" ستؤدي إلى "عزل" بيونغ يانغ.
وقال ترامب، في بيان، مساء الجمعة، إنّ "الولايات المتحدة تدين هذا الاختبار وترفض ادّعاء النظام (الكوري الشمالي) بأنّ هذه التجارب وهذه الأسلحة تضمن أمن كوريا الشمالية، بل إنّها تملك في الواقع تأثيراً معاكساً".
وتابع أنّ "هذه الأسلحة والاختبارات، بتهديدها للعالم، تعزل كوريا الشمالية وتضعف اقتصادها وتحرم شعبها". وتوعّد بأنّ "الولايات المتحدة ستتخذ كلّ الخطوات اللازمة لضمان الأمن الأميركي وحماية حلفائنا في المنطقة".
أما وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، فقد حمّل، اليوم السبت، كلاً من الصين وروسيا "مسؤولية خاصة" في تفاقم الخطر الذي تُمثّله كوريا الشمالية، بعد إطلاقها الصاروخ البالستي العابر للقارات.
وجاء في بيان لتيلرسون، أوردته المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر ناورت على "توتير": "نظراً إلى أنّهما داعمتان اقتصاديتان للبرنامج النووي البالستي لكوريا الشمالية، فإنّ الصين وروسيا تتحملان مسؤولية خاصة في تصاعد الخطر على الأمن الإقليمي والعالمي".
— Heather Nauert (@statedeptspox) July 29, 2017 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post — Heather Nauert (@statedeptspox) July 29, 2017
|
واعتبر وزير الخارجية الأميركي إطلاق كوريا الشمالية الصاروخ البالستي، "انتهاكا صارخا لقرارات عدة لمجلس الأمن الدولي تعكس إرادة المجتمع الدولي".
مناورات عسكرية
أجرت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، مناورة عسكرية باستخدام صواريخ طراز أرض-أرض بعد ساعات على إطلاق كوريا الشمالية صاروخها الباليستي الجديد.
وقالت كوريا الجنوبية، اليوم السبت، إنّها ستقوم بنشر أربع وحدات إضافية من نظام ثاد المضاد للصواريخ، بعد التجربة الجديدة لكوريا الشمالية.
وتأجل نشر الوحدات الإضافية بعد نشر وحدتين في بادئ الأمر، إذ أمر الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن، بإجراء تقييم بيئي.
وقال البيت الأزرق الرئاسي في سيول، إنّ كوريا الجنوبية أخطرت الصين بشأن نشر الوحدات الإضافية.
وكانت الصين قد اعترضت على نشر نظام "ثاد"، معتبرة أنّه "لا يفعل شيئاً يُذكر" لردع تهديدات كوريا الشمالية الصاروخية، في حين يزعزع استقرار التوازن الأمني الإقليمي.
مواقف دولية
دانت بكين، اليوم السبت، التجربة الصاروخية الكورية الشمالية، داعية في الوقت نفسه "الأطراف المعنيين" إلى ضبط النفس.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، في بيان مقتضب، إنّ "الصين تعارض الخروقات من جانب كوريا الشمالية لقرارات مجلس الأمن الدولي (...) وتأمل في الوقت نفسه أن يتوخى جميع الأطراف المعنيين الحذر، ويتجنّبوا تصعيد التوترات" في شبه الجزيرة الكورية.
كما ندد الاتحاد الأوروبي، مساء الجمعة بقيام كوريا الشمالية بإطلاق صاروخ جديد، واعتبر ذلك "تهديداً جدياً للسلم والأمن الدوليين".
وقال الاتحاد، في بيان، إنّ إطلاق هذا الصاروخ "يشكل انتهاكاً صارخاً من كوريا الشمالية لالتزاماتها الدولية كما حددتها قرارات مجلس الأمن الدولي"، وحض بيونغ يانغ على "الامتناع عن أي استفزازات جديدة يمكن أن تفاقم التوترات الإقليمية والعالمية".
وأضاف: "ننتظر من كوريا الشمالية أن تلتزم على الفور وبشكل كامل ومن دون شروط بالتزاماتها الواردة في قرارات مجلس الأمن، وبأن تجري حواراً صادقاً للوصول إلى نزع كامل للسلاح النووي يمكن التحقق منه في شبه القارة الكورية".
وتابع أنّ وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني "ستتطرّق إلى هذه المسألة خلال لقاءاتها المقررة، خلال الأيام القليلة المقبلة، مع وزير خارجية كوريا الجنوبية، ووزراء خارجية شركاء آخرين دوليين، خصوصاً على هامش الاجتماع الوزاري لرابطة دول جنوب شرق آسيا في مانيلا يومي 6 و7 أغسطس المقبل".
(رويترز، فرانس برس)