يُجري حزب العمل الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، انتخابات تمهيدية لانتخاب رئيس للحزب، بمشاركة 52 ألف عضو من أصحاب حق الاقتراع. ويتنافس سبعة مرشحين على قيادة الحزب، أبرزهم الرئيس الحالي يتسحاق هرتسوغ، ووزير الأمن السابق عمير بيرتس، الذي سبق له أن تغلب في الانتخابات التمهيدية للحزب عام 2006 على زعيم حزب العمل التاريخي، شمعون بيريز.
وتشير التقديرات إلى أن الانتخابات، اليوم، ستفضي إلى جولة ثانية، لتعذّر قدرة أي من المرشحين السبعة، وفق التقديرات الراهنة، على الحصول على أغلبية 40% من الأصوات، مما يعني إجراء جولة ثانية، يوم الإثنين القادم.
وترى أوساط مختلفة أنه ستكون لنتائج الانتخابات الداخلية لحزب العمل تداعيات محتملة على الصورة الداخلية للساحة الحزبية في إسرائيل، إذ في حال تمكّن زعيم الحزب الحالي، يتسحاق هرتسوغ، من الفوز برئاسة الحزب مرة أخرى، فإن ذلك سيعني الإبقاء على تحالف الحزب مع حزب الحركة الذي تقوده تسيبي ليفني، ويشل ما يُعرف بكتلة "المعسكر الصهيوني"، وفتح الباب أيضا أمام محاولات هرتسوغ لتشكيل ما يسميه بالكتلة الديمقراطية، سعيا لإسقاط نتنياهو في الانتخابات النيابية العامة.
أما في حال فوز عمير بيرتس، فإن ذلك قد يؤدي إلى فك الشراكة الحالية بين حزب العمل وبين حركة تسيبي ليفني نهائياً واعتزال الأخيرة العمل السياسي في إسرائيل، بحسب ما ذكرت جهات مقربة منها.
مع ذلك، فإن كافة التقديرات، خاصة استطلاعات للرأي العام في إسرائيل، والتي جرت على مدار العام الحالي، تشير إلى تراجع كبير في مكانة حزب العمل، الذي حصل في الانتخابات الأخيرة بالتحالف مع تسيبي ليفني على 24 مقعدا.
ووفقا للاستطلاعات المتكررة، فقد تراجعت قوة "المعسكر الصهيوني" إلى أقل من 15 مقعدا، وهو ما دفع، أمس، أحد أبرز قادة الحزب في العقدين الأخيرين، الوزير حاييم رامون، إلى الإعلان أن حزب العمل أنهى دوره التاريخي في السياسة الإسرائيلية، بعد أن كان الحزب المؤسس للدولة، ومن سيطر على مشهدها العام وتحكم بمقاليد الأمور فيها، منذ عام 48 ولغاية 77، عندما خسر حزب "المعراخ" الذي كان يشكل تحالف أحزاب الحركة العمالية، وفي مقدمتها حزب العمل وأحدوت هعفودا والمباي، قيادة الدولة لصالح الليكود بزعامة مناحيم بيغن، فيما عرف بالانقلاب السياسي في إسرائيل.
ومنذ ذلك الحين، لم يتمكن حزب العمل من العودة للحكم، إلا لفترتين قصيرتين، الأولى عند انتخاب إسحاق رابين في الانتخابات المباشرة عام 1992 وانتهت باغتيال رابين، ثم تقديم موعد الانتخابات العامة، إذ فاز بنيامين نتنياهو في أول ولاية منتصرا على شمعون بيريز بفارق ضئيل من الأصوات لم يتجاوز 27 ألف صوت.
والثانية بعد تغلب إيهود براك عام 1999 على بنيامين نتنياهو، لكن حكومة براك لم تصمد أكثر من ثلاثة أعوام، وأدى إعلان براك عن انتخابات لرئاسة الحكومة فقط، وليس انتخابات عامة، عن انتصار أريئيل شارون في الانتخابات التي جرت في 7 مارس/آذار 2001.